يعيش إقليم تنغير ومنذ أل 15 من الشهر الجاري على وقع ما يشبه حربا أهلية، أبطالها عصابات تحركها النزعة القبلية ومدججة بكل أنواع من الأسلحة ، تزرع الرعب في نفوس المواطنين، وتنهب أموالهم وتحطم عدد من الممتلكات العمومية. في هذا السياق، أكد مصدر مسؤول من تنغير/مسرح الأحداث، في تصريح ل “اكادير24″، بأن مجموعة من الأشخاص قاموا بتشكيل لجن تفتيش في عدد من المناطق بالإقليم، مهمتها تفتيش الحافلات والسيارات والمواطنين في واضحة النهار، لتتأكد من هويتهم فيما يشبه الحظر الأمني، فيما تقوم مجموعات أخرى بالاعتداء على مواطنين، وسلب ممتلكاتهم دون أية حماية أمنية تذكر، وتم في هذا الإطار إجبار أب على ممارسة الجنس على ابنه، ولوحظ عدة أشخاص يقومون بجر ابن مع أمه بواسطته حبل أمام الملأ، يضيف مصدرنا. وأظاف مصدرنا أن الصراع القائم بين قبيلتي “أيت عيسى أبراهيم” من جهة و قبائل ايت محمد، وازاورو، وأيت اعلي من جهة ثانية بسبب الانتقام، تحول إلى تنظيم كل طرف لشؤونه الأمنية حيث تم تشكيل لجان شعبية مدججة بأنواع من الأسلحة، على غرار ما تم مؤخرا في العراق وتونس تقوم بالحراسة ليلا، حيث يحضر التجوال في عدد من المناطق، وتم منع إقامة الأنشطة والأعراس التي أصبحت تقام نهارا وتحت الحراسة الأمنية. من جانب آخر، حذر مسؤول حزبي من استمرار هذه الفتنة، والتي يمكن أن تتوسع إلى مناطق أخرى، مضيفا بأن الغريب في هذه الأمر هو صمت السلطات المحلية المطبق تجاهها هذه الأحداث الدامية والتي وقفت موقف المتفرج دون أن تحرك ساكنا، علما بأن هذه الأحداث خلفت لحد الآن أزيد من 20 جريحا أصيبوا بجروح خطيرة جدا، تم نقلهم في حالات خطيرة إلى مستشفيات تنغير الراشدية و مكناس. هذا، وتوصلت “اكادير24″ برسالة وجهها رئيس المجلس الجماعي “تودغي السفلى” إلى عامل إقليم تنغير بخصوص ما تعرضت له الجماعة حوالي الساعة 11 صباحا من مساء يوم أمس الثلاثاء، من هجوم منظم من أكثر من 150 فردا من سكان دوار أيت عيسى ابراهيم، وأحدثوا على إثره خسائر مادية تمثلت في اقتلاع أكثر من 30 شجرة وإزالة ما يناهز من 200 مترا من أنابيب السقي بالتنقيط، فضلا عن اقتلاع الأبواب الحديدية بالسوق الأسبوعي ومحاولة تحطيم أبواب مقر الجماعة ومرآبها، كما قاموا بشل الحركة بها وذلك بوضع الحواجز في الطرق والمسالك، إضافة إلى رشق الجماعة بالمقالع وتحطيم أبواب إعدادية ابن حزم والاعتداء على حارسها كما قاموا بسرقة عدد من ممتلكات السكان وأضرموا النار في عدد من المباني، كما أكدت ذات الرسالة –التي تتوفر الخبر على نسخة منها- أن السكان الذين توجهوا إلى مقر قيادة تغزوت تعرضوا للبطش والانتقام في الطريق وداخل بناية القيادة. من جهة أخرى، دق حزب العدالة والتنمية بالاقليم، ناقوس خطر الأوضاع الأمنية، منبها إلى خطورة الوضع الذي تشهده المنطقة على خلفية ما سماه بيان صادر عن الحزب ب”اشتعال بعض الجماعات التابعة للإقليم هذه الأيام بأحداث غير مسبوقة تقودها فرق مدججة بالأسلحة تحت مرأى ومسمع من السلطات المحلية والإقليمية، من خطف المواطنين. إلى الضرب والجرح وإيقاع إصابات خطيرة بينهم، إلى إضرام النيران، إلى توقيف وتفتيش الحافلات والعربات في الطرق العامة واستنطاق المارة والاعتداء عليهم، إلى الهجوم على المؤسسات العمومية، إلى تخريب بنايات إلى السلب والنهب، إلى سرقة ممتلكات، وغيرها وأكد ذات البيان الذي توصلت “اكادير24″ بنسخة منه، أن هذه الأحداث التي استمرت من يوم الجمعة 15 يوليوز الجاري إلى اليوم، روعت كل ساكنة المنطقة إلى درجة نزوح المواطنين عن بيوتهم، وإقامة فرق للحراسة والمراقبة من طرف بعض القبائل، مما ينبئ بفتن قبلية لا تبقي ولا تدر. وأمام هذه الظروف الصعبة، التمس إخوان بنكيران من وزير الداخلية التدخل العاجل لإيقاف ما سماه البيان “المأساة” وفتح تحقيق نزيه في النوازل الحاصلة لمعرفة الأسباب الحقيقية الواقفة وراء هذه الأحداث، وحيثيات تعامل السلطات المسؤولة معها،كيفية درئها والوقاية منها مستقبلا. وعبر الحزب عن انزعاجه من توالي وتواتر أحداث كثيرة متشابهة على مستوى الإقليم، ودعا السلطات العليا في البلاد إلى إعادة النظر في أشكال تدبير ملفات وقضايا هذا الإقليم الفتي والذي للأسف أخذت فيه كل المؤشرات تنحدر بشكل خطير والأوضاع فيه تسوء من يوم لآخر.