برئت المحكمة الابتدائية باكادير أمس الأربعاء إمام مسجد عقبة بن نافع باكادير (ح.أ) المتهم بالشدود الجنسي بعد جلسة حضرها ما يزيد عن 15 محاميا من أعضاء هيئة الدفاع عن الامام، جلسة عرفت نقاشات قانونية حادة أحيانا بين النيابة العامة والدفاع بخصوص الخبرة المنجزة على المتهم، والتي أثبتت أن هذا الأخير و خلال الفترة التي أدلى فيها بالتصريحات وكذا خلال الأسبوع الذي كان فيه مختفيا، أصيب بأزمة عقلية و مرض نفسي يسمى ب"السفر المرضي" وهو المرض الذي اكتشف سنة 1908 والذي يتميز بكون المصاب به تتخيل إليه أشياء غير واقعية، و تتحدث من داخله أصوات تحثه على ضرورة السفر بدون هدف، وان هذا المرض يصيب الشخص لفترة محددة ويتم العلاج منه عن طريق جلسات العلاج النفسي وفق ما أكدته الخبيرة التي أنجزت الخبرة. هذا، وتميزت جلسة الأمس، بنقاش قانوني عميق حول الخبرة بين الدفاع والنيابة العامة، حيث تمسكت هذه الأخيرة بكون الخبرة لم تكن موضوعية وان الخبيرة لم تبين أسباب المرض وطالبت على اثر ذلك بإجراء خبرة مضادة. في حين أوضح الدفاع أن الخبرة المنجزة أجابت على جميع أسئلة المحكمة، وأوضح (أي الدفاع) بأن المتهم خلال الفترة موضوع البحث لم يكن في كامل قواه العقلية وبأن المرض الذي الم به افقده القدرة على التمييز، كما استفاض الدفاع في شرح هذا المرض وتأثيره على القدرات العقلية للمتهم، لتحسم المحكمة في الأخير هذا النقاش بالحكم بتبرئة المتهم مما نسب إليه وبمؤاخذة المتهم الثاني من اجل الإدلاء بتصريحات كاذبة والحكم عليه لأجل ذلك بأربعة أشهر موقوفة التنفيذ يذكر أن إمام مسجد عقبة بن نافع المتهم بالشدود الجنسي واهانة الضابطة القضائية بالإدلاء بتصريحات كاذبة واستهلاك مخدرات المعجون ومادة السيليسيون، اعتقل منذ 8 مارس الماضي، وسبق لهيئة الدفاع أن طالبت بالسراح المؤقت له، لكن الهيئة القضائية رفضت ذلك قبل تبرئته من المنسوب إليه خلال جلسة الأمس. وفي موضوع ذي صلة، سبق لسبع جمعيات محيطة بمسجد عقبة بن نافع أن وجهت رسائل إلى عدد من الجهات الوصية ومنها وزارة العدل والأوقاف ووالي الجهة وغيرها، رسائل أكدت أن الفقيه كان دائما يدعو إلى الثوابت الوطنية والى صاحب الجلالة، ثم أنه خدم الأمن الروحي للسكان والمواطنين، والدليل الكبير حسب نص الرسالة، ما يعرفه المسجد وخاصة في شهر رمضان من إقبال كبير. ذات الرسالة أكدت انه و مند سنين لم يلاحظ على الإمام إلا الخلق الحسن والانضباط لما يجب أن يكون عليه إمام مسجد. الموقعون على الرسائل أكدوا أن ما عليه الإمام اليوم من صدمة واضطراب وذهول وإمساك عن الكلام يجعل الكثيرين يشكون ويخافون أن تكون قد دبرت للفقيه مكيدة ما ورطته فيما هو عليه، فهم يعبرون عن تضامنهم العميق معه مطالبين بإطلاق سراحه وتبرئة ذمته من التهم المنسوبة إليه.