تجري مختلف المصالح المهتمة بالأمن خلال هذه الأيام لعبة القط والفأر مع المتربصين بالزيارة الملكية لمنطقة سوس، كل يوم يحبل بالعديد من الموقوفين يتم حملهم إلى مراكز الشرطة بالمدن المجاورة لأكادير حيث يحل جلالة الملك، فتحرر محاضر استماع إليهم ويخلى سبيلهم بعد تنقيط أسمائهم والتعرف على هويتهم. تم على مستوى أكادير توقيف العديد من المتربصين بحي بنسركاو حيث القصر الملكي، إلى جانب متربصين آخرين وجدوا معتصمين بالجبال المحادية لمنطقة أنزا في انتظار ظهور طلائع جلالة الملك، من بينهم من استفاد سابقا، وآخرون يحملون أظرفة بطلبات متعددة لأفراد الأسرة تتراوح بين طلب عمل أو طلب الاستفادة من مأذونية السياقة، أو طلب علاج، أو التظلم من مسؤول أو من إدارة. وفي أسفل الجبل حيث الشواطئ الممتدة من تغازوت حتى شاطئ أغروض على الطريق التي تربط أكادير بالصويرة يتم خلال هذه الأيام التوقيف اليومي للعديد من حاملي الرسائل. من بين الموقوفين بأكادير بعض الشبان نزلزا بالمدينة موازاة مع الزيارة الملكية لسوس، لم يعودوا يخافون من التوقيف بدعوى أن "لهم الحق في اقتنفاء ملك البلاد" قادمون وفق اعترافاتهم من مدن بعيدة، لا يترددون في التنقل عبر كل المدن التي سيحل بها جلالة الملك من في إطار زيارات عمل تمتد لأيام. وبتارودانت كما باشتوكة أيت باها قام العديد من المتربصين بكتابة رسائل استعطاف وشكايات، تمكنت مصالح الأمن بعين المكان من إيقاف حامليها وإخضاعهم لتفتيش دقيق، اسمتعت إليهم وسحبت منهم رسائل عبارة عن شكايات أو طلبات. شهادات مختلفة تحمل المعاناة والطرافة في نفس الوقت، يقول ناشط جمعوي ضبط وهو يتربص بالملك"كنت بمدينة ايت ايعزة حيث تعاونية كوباك التي قام صاحب الجلالة بزيارتها، أضع " صاكي" على ظهري، وأطوي المكان جيئة وذهابا، مللت من ترقب فرصة اللقاء بجلالته، قبل إيقافي من قبل أربعة أشخاص، سألت عن هويتهم فأخبروني أنهم من جهاز الأمن، أخضعوني لتفتيش وعثروا على رسالة لا تخرج عن كونها شكاية إلى صاحب الجلالة من تصرفات مسؤول محلي". شهادة واحد من الموقوفين الذين اصطادهم الأمن. شهادة طلبة مكفوفين لا تخرج بدورها عن هذا السياق فبمعهد مولاي الحسن لتعليم المكفوفين بتارودانت أخضع طلبة للبحث من طرف رجال أمن، وفق ما يحكي أحد المعاقين بصريا بقوله " في طريق بحثنا عن إقامة جلالة الملك، فوجئنا بشخص يتحدث إلينا، " فين غادييين ؟ لم نتردد وأجبنا، حنا غاديين نشوفوا سيدنا، بغينا نعرفو الاقامة ديالو" أجابهم الشخص "زيدوا نوريكوم الطريق" ولكونهم لا يبصرون، لم يعرفوا أنهم امتطوا سيارة تابعة للأمن يروون الموقف السريالي بقولهم" وجدنا أنفسنا بداخل المخفر، حيث خضعنا لبحث دقيق ثم أخلي سبيلنا، وتم تحرير محضر لمدير المؤسسة التربوية بعدم السماح للطلبة بمغادرة المعهد الى حين انتهاء الزيارة الملكية". كشفت الزيارة الملكية عن وجود متربصين محترفين جابوا كل المدن التي حل بها الموكب الملكي، يجاهدون في معرفة البرنامج الرسمي اليومي لجلالته، والأماكن التي يتردد عليها، يقتنصون لحظات خرجاته المفاجئة بشراع الدجيتسكي بشواطئ تاغزوت، أغروض وإمسوان..وكشفت الزيارة كذلك أن من بين المتربصين معدمين اجتماعيا ومرضى، إلى جانب محترفين في التربص وطنيا.