استقال ثلاثة أعضاء في حكومة الوحدة الوطنية التي أُعلنت الاثنين بتونس، وهم: حسين ديماسي وزير التكوين المهني والتشغيل وأنور بن قدور كاتب دولة لدى وزير النقل والتجهيز وعبد الجليل البدوي وزير لدى الوزير الأول. وكان الاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) الذي قام بدور مهم في التظاهرات التي أسقطت نظام الرئيس التونسي زين العابدين بن علي أعلن الثلاثاء الانسحاب من حكومة الوحدة الوطنية، رافضًا الاعتراف بها. وقال الناطق باسم المركزية العيفة نصر في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية، إن قيادة الاتحاد قررت في اجتماع استثنائي الثلاثاء "عدم الاعتراف بالحكومة الجديدة"، وأضاف إن الاتحاد دعا ممثليه الثلاثة في الحكومة إلى الانسحاب منها وإنه في حالة رفضهم فإنهم لا يمثلون إلا أنفسهم. من جهته، أعلن وزير الخارجية التونسي كمال مرجان، أن حكومة الوحدة الوطنية التونسيةالجديدة حكومة انتقالية وستنظر في القضايا الاقتصادية والقضايا الأخرى التي قادت للاحتجاجات وستقوم بالإعداد لانتخابات تعددية. وأضاف في مؤتمر صحفي بمنتجع شرم الشيخ المصري الثلاثاء، إن "الحكومة يجب ألا تنسى أن هدفها واضح وأن مدتها محددة قانونا وتحكمها موافقة كل الأحزاب"، موضحا أن الحكومة ستنظر في كل المشاكل التي قادت للاحتجاجات مثل الفساد والقضايا الاقتصادية. وكان العاصمة تونس شهدت الثلاثاء تظاهرة احتجاجية على الحكومة الائتلافية التي شكلها رئيس الوزراء محمد الغنوشي، التي ضمت عددا من الوجوه المألوفة في حكومة الرئيس المخلوع بالإضافة إلى ثلاثة زعماء من المعارضة. واستخدمت الشرطة التونسية القنابل المسيلة للدموع لفض التظاهرة، وقال مصورو وكالة "رويترز" إن بضع مئات شاركوا في الاحتجاج، وكان معظمهم من أنصار المعارضة ونقابيون وإنها كانت سلمية لكن الشرطة فضتها. وقال امحتجون إنهم لا يريدون اي أعضاء من الحزب الحاكم في الحكومة الجديدة، وحمل البعض لافتات تطالب بسقوطه. وقال الطالب أحمد الحاجي "الحكومة الجديدة خدعة. إنها إهانة للثورة التي سقطت فيها أرواح وسفكت دماء". فيما قال المحتج سامي بن حسن "هذه تظاهرة سلمية ولترى ما حدث. المشكلة مع الحكومة الانتقالية إنها تتكون من عدد من وزراء الحكومة القديمة". ولم يتغير رئيس الوزراء ولا وزراء الدفاع والشئون الخارجية والشئون الداخلية والمالية وكثير منهم إن لم يكن كلهم أعضاء في "التجمع الدستوري الديمقراطي" الحزب الحاكم في تونس وهو قاعدة السلطة لبن علي طوال 23 عاما حكم خلالها البلاد..