أثار الظهور المفاجئ والقوي للسلالة الجديدة من كورونا في جنوب شرقي إنجلترا موجة قلق على مستوى العالم، بعد ما قال بوريس جونسون، رئيس الوزراء البريطاني، إن الفيروس المتحور أكثر سرعة في تفشيه بين الناس بنسبة تصل إلى 70 في المئة مقارنة بالنسخة الأصلية المسببة للمرض. وبسبب ذلك، فرضت عدد من الدول الأوروبية عدة قيود على الرحلات إلى المملكة المتحدة، لتحذو حذوها عشرات الدول الأخرى، من بينها الهند والكويت والبيرو والمغرب. أما قرار فرنسا إيقاف عمليات الشحن الوافدة عبر نفق القنال، فقد وضع بريطانيا أمام أكبر تحد، حيث عبرت العديد من الشركات عن مخاوفها من أن البلاد ربما تواجه نقصاً في الإمدادات الغذائية. وأدى الشكل الجديد المتحور من “كوفيد- 19” إلى اضطرابات كثيرة، وترك وزراء المملكة المتحدة يسعون جاهدين إلى معالجة فوضى السفر التي ضربت البلاد. لكن ما هي الأعراض الصحية التي يسببها كورونا الجديد؟ أكد عدد من العلماء أن الفيروس المتحول جينياً، وقد سُمي “في يو أي-202012/01” (VUI-202012/01)، يتميز فعلاً بمعدل انتقال أعلى مقارنةً بالأشكال الأخرى للفيروس نفسه. وكان بيتر هوربي، رئيس “نيرفتاغ” NERVTAG البريطانية – المجموعة الحكومية الاستشارية بشأن التهديدات الجديدة والناشئة لفيروسات الجهاز التنفسي – أن الفيروس المتغير “يتقدم على غيره من أشكال الفيروس الأخرى المنتشرة حالياً في المملكة المتحدة، فيما يتعلق بقدرته السريعة على الانتقال من شخص لآخر”. كذلك قال باتريك فالانس، كبير المستشارين العلميين لدى الحكومة البريطانية، إنه من الجلي أن النسخة المتحورة تنتقل أسرع من نسخ الفيروس الأخرى. والأهم من ذلك، حسبما أضاف فالانس، أن “كوفيد- 19” المتغير لا يسبب مرضاً أكثر خطورة من الأمراض الأخرى التي تؤدي إليها نظائره السابقة. في تصريح له، قال المستشار العلمي إنه “لا يتوفر دليل على أن مسار المرض تغير”، بمعنى أن تسلسل مراحله من البداية إلى النهاية لم يختلف عن النسخ الأخرى. وأيد هذا الرأي البروفيسور كريس جونز، نائب المدير الطبي لويلز في مؤتمر عقدته حكومة ويلز، حيث قال إننا “لسنا متأكدين ما إذا كان الأشخاص العديمو الأعراض (بالنسبة لأشكال الفيروس السابقة) سيشكون من أعراض الفيروس المتحور الجديد، ولكن لا يوجد أي سبب على الإطلاق للاعتقاد بأنهم لن يفعلوا ذلك”. وأردف المتحدث قائلاً، “في الوقت الحالي، الدليل المتوفر أن المرض الناتج عن هذا الفيروس لا يمكن تمييزه عن “كوفيد -19″ السابق الذي نعرفه. لذا أفترض أن الأشخاص (الذين لا تطالهم أعراض عادة) سيبقون على الأرجح على تلك الحال كما في السابق.” وللتذكير فإن سلالة فيروس كورونا الشديدة العدوى الجديدة، اكتُشفت للمرة الأولى في سبتمبر الماضي، ولكنها لم تنتشر على نطاق واسع حتى الشهر الفائت نوفمبر ، خلال الإغلاق العام في إنجلترا. ومنذ أوائل نوفمبر، أظهر الفيروس “نمواً هائلاً”، وفق “نيرفتاغ”. ونظراً لسرعة انتقاله بين الناس، قال فالانس إنه “بات من الضروري تعزيز القيود المفروضة وليس تخفيفها، لاحتواء فيروس كورونا في إنجلترا، خصوصاً في بعض المناطق”. على الرغم من أن “في يو أي-202012/01” ينتشر الآن بشدة في لندن ومناطق أخرى في جنوب شرقي إنجلترا التي تخضع الآن لقيود المستوى الرابع الجديد الصارمة، فقد رُصد الفيروس المتحور الجديد أيضاً في أماكن أخرى في المملكة المتحدة.