نعيش في زمان حيث يعاني فيه المناخ من تغيرات فوق طاقته ، هذه الأخيرة لها آثار واضحة على ارتفاع درجة الحرارة و ثاني أكسيد الكربون التي تنعكس بدورها على عناصر الطبيعة من ماء و هواء و غذاء. و تجدر الإشارة إلى أن هذه الوضعية ليست في مصلحة الإنسان حيث تهدد صحته التي يستمد منها الحياة . فما مدى خطورة تأثير المناخ السائد على كل من الماء و الهواء و الغذاء ؟ تتجلى الخطورة في تفاقم المشاكل الصحية و زيادة نسبة الوفيات . ان معظم المشاكل الصحية الناتجة عن المناخ تتجسد في أمراض قلبية و تنفسية و أمراض معدية . و يعتبر أكبر المتضررين صحيا من الظروف الجوية سكان المناطق الساحلية و المدن الكبرى بالإضافة إلى الأطفال و المسنين . ولكي نكون اكثر صراحة فلهذا التغير المناخي فائدة على بعض المناطق حيث ينخفض عدد الوفيات في فصل الشتاء و يزداد الإنتاج الغذائي إلا أن هذه التأثيرات الايجابية لا تعني إلا مناطق قليلة و تبقى الأضرار او السلبيات أكثر وخطر. السؤال المطروح الآن ،هو كيف نحمي صحتنا ؟ تجيبنا منظمة الصحة العالمية بإجراءات يسهل اتخاذها لخفض انبعاث وسائل النقل والأغذية والمياه. فلطالما كانت وسائل النقل إحدى الاختراعات التي تسهل حياة المرء إلا أن اعتمادها على احتراق الوقود يسهم في انبعاث ثاني اوكسيد الكربون ( CO2 ) و في تلوث الهواء بالجسيمات الصغيرة، لذا ينصح اعتماد ركوب الدراجة الهوائية والاستغناء عن السيارة في المسافات القليلة . أما في ما يخص الأغذية فهذه هي الإجراءات المقترحة لاستهلاك صحي و صديق للبيئة :خفض مدخول الجسم من المنتجات الحيوانية و استهلاك المنتجات المحلية و الموسمية مع تجنب الإسراف و إعادة تدوير النفايات العضوية. و للاستعمال الجيد للماء لا بد من احترام التعليمات التالية : التقليل من غليان الماء و الاكتفاء بالمقدار الذي تحتاجه، و تغطية القدور طوال الطبخ فذلك يساعد على توفير طاقة كبيرة. ان تأثير المناخ على صحة الإنسان لا يمكن الحد منه إلا بالاستعمال الامثل لكل اختراعاته مع مراعاة المحيط البيئي الذي نعيش فيه وتربية النشء عليه.