أضع بين أيدي المسؤولين عن التعليم باقليمنا شتوكة ايت بها وعلى رأسهم المدير الاقليمي ، موضوع الطفلة عائشة نظرا لأهميته ولأنه يخص فئة تحرم من متابعة دراستها لعدة اسباب ووجب ايلاؤهم الأهمية القصوى والعناية الكافية حقا وليس فضلا . عائشة طفلة في وضعية اعاقة تسكن بحي الزاوية بالجماعة الترابية لماسة ،حصلت على شهادة الدروس الابتدائية من القسم المدمج الخاص بالأشخاص في وضعية اعاقة الموجود بمجموعة مدارس أكدال والذي تشرف عليه فدرالية جمعيات ذوي الاحتياجات الخاصة لاقليم شتوكة أيت بها . عائشة لديها رغبة قوية في متابعة دراستها الاعدادية لكن تواجهها عدة معيقات …. لانه ليس فقط الأشخاص من يكونون في وضعية اعاقة بل كذلك الدولة و المؤسسات و الظروف كثيرا ما تكون معوقة . وفيما يلي نسرد لكم المعيقات التي تمنعها حاليا من متابعة دراستها التي تعتبر حقا أساسيا و جوهريا لها : الإعاقة الأولى : التسجيل ،حيث ان الثانوية التأهيلية تتوصل بلائحة كل الناجحين بالمدارس او المجموعات الاربع الروافد بماسة م/م تكوت و م سيدي وساي و م/م عبد العزيز الماسي و م/ أكدال ولم تتوصل بلائحة الناجحين بالقسم المدمج للأشخاص في وضعية اعاقة وبالتالي لم تتوصل باسم الطفلة عائشة كتلميذة ناجحة بالمستوى السادس لتتمكن من التسجيل وهذه اعاقة لدى المديرية الاقليمية لوزارة التربية الوطنية وجبت معالجتها بشكل جذري ووجب الاعتراف الرسمي بالقسم المدمج كاحد روافد الثانوية التأهيلية المسيرة الخضراء ووجب أن تتوصل ادارة الثانوية التأهيلية المسيرة الخضراء كل سنة بلائحة الحاصلين على شهادة الدروس الابتدائية من هذا القسم . الإعاقة الثانية : الثانوية بنيت في منطقة منحذرة شيئا ما والمدخل و الممرات في غالبيتها بها درج وتغيب فيهما نهائيا ممرات وولوجيات خاصة بالأشخاص في وضعية اعاقة وكأن الثانوية ومسؤولي المديرية يقولون بلسان هذه الوضعية أنهم لا يريدون في الثانوية الا تلاميذ أسوياء . وهنا وفي اطار الميزانيات الاستثنائية التي رصدت لتزويق وتنميق المؤسسات التعليمية بتعليمات من الوزير حصاد المهتم حاليا فقط بالزواق والمظهر الخارجي اقول وجب اجباريا وضروريا تهيئة ممرات وولوجيات خاصة للأشخاص في وضعية اعاقة . وهنا نوجه عناية مسؤولي الادارة والمديرية لتوفير ميزانية خاصة بها . الإعاقة الثالثة هو كون المؤسسة بها قاعات بالطابق العلوي و طريقة برمجة الحصص مبنية على أن الاستاذ مستقر في قاعته و التلاميذ هم من يغيرون القاعات عند كل حصة ، وكل تلميذ يحتاج الى التنقل بين 8 قاعات كل أسبوع متواجدة اما في الطابق الأرضي او في الطابق العوي . والطفلة عائشة لا تستطيع تسلق الدرج الى الطابق العلوي ، وهنا نلتمس برمجة كل حصصها في قاعات الطابق الأرضي ليسهل عليها الولوج للقاعات وهذا لن يكون مستحيلا ان تظافرت جهود الادارة و الاساتذة من اجل مصلحة هذه الطفلة . هذه هي المعيقات التي تواجه عائشة والتي بينت بالملموس ان المشكل ليس في الأشخاص في وضعية اعاقة مادامت لديهم الرغبة والقدرة على تحدي اعاقتهم ، بل الدولة و الظروف العامة و الادارات و المؤسسات و المسؤوولون هم الأكثر اعاقة منها . هذه الطفلة الجميلة والرائعة التي ناضلت و كافحت لتكمل دراستها وكنا نراها تجر رجليها فقط على عكازين من بيتها الى المدرسة قبل ان يجود عليها المحسنون بكرسي كهربائي للتنقل، تستحق أن تمهد لها كل الصعاب و يتم التجاوز من أجلها على كل المعيقات التي هي في الظروف العامة قبل ان تكون لديها هي ، لنراها في مقعدها داخل اول فصل من فصول الدراسة الاعدادية هذا كل ما تتمناه وترجوه بعزمها واصرارها المبهر والذي لا نجده لدى الأصحاء الأقوياء. فأكرموها و عالجوا الاعاقة التي لديكم وفيكم و في اداراتكم ومؤسساتكم …. أما هي فسوية بعزيمتها ولم تعد معاقة .