كيف تمت سرقة مئات المخطوطات و الكتب النفيسة جدا من خزانة مولاي عبدالله الشريف بوزان ، و لماذا لم تتعرض للنهب و السرقة إلا على أيدي مسؤولين مرموقين ، و لماذا بالضبط اختيرت عناوين مختارة في عملية السرقة و لماذا لم تتحرك ضمائر الأشراف الوزانيين أهل الزاوية دفاعا عن ممتلكاتهم ، التي تعد رأسمالهم المصيري و هل قام شيخ الزاوية الحالي بمحاولة في هذا الاتجاه ؟؟؟ أسئلة و أخرى نؤجل الجواب عنها لوقت لاحق بإذن الله ، لنتفرغ الآن لإلقاء نظرة خاطفة عن خزانة المسجد الأعظم بالمدينة التي تعتبر عاصمة مملكة الأرواح بلا منازع . نبذة عن خزانة المسجد الأعظم بوزان : تصعد البداية الأولى لخزانة الكتب بوزان إلى صدر القرن الثاني عشر أو الثامن عشر، وذلك ما تشير له وقفية مكتوبة على مخطوط تحفة الباري بشرح صحيح البخاري، من تأليف زكرياء الأنصاري في سفرين، رقم 286، 291 من لائحة خزانة المسجد الأعظم بوزان، فيسجل على السفرين تحبيسهما – عام 1127/ 1715 – على زاوية وزان، من جهة أولاد مولاي التهامي بن سيدي محمد بن مولاي عبد الله الشريف. وبعد هذا يأتي ذكر عام 1151/1738، ثم عام 1224/ 1809، حسب تاريخ الوقف على خزانة مولاي الطيب، أو الزاوية الطيبية، أو زاوية مولاي الطيب: ثلاثة صيغ تتداول كتابتها الوقفيات المرسومة على ثمان مجلدات، وهي التي تحمل الأرقام التالية من اللائحة المشار لها: 73، 74، 158، 265، 266، ،347، 348، 349. 1 - البداية التاريخية لهذه الخزانة 2 - القيمون الذين اهتموا بهذه الخزانة 3 - نوادر من المخطوطات من هذه الخزانة 4 - بعض أصول المؤلفات في هذه الخزانة 1- البداية التاريخية لهذه الخزانة وإلى الخزانة الطيبية: لمع ذكر خزانة روضة الشيخ مولاي عبد الله الشريف، فيبرز اسمها الفقيه الرهوني طالعة حاشيته على شرح الزرقاني للمختصر الخليلي (1)، وينوه بإفادته من كتبها. وقد عاصرت هذه خزانة الشيخ أبي الحسن علي بن أحمد بن الطيب الوزاني الحسني، ت 1226/1811، فكان حسب الكوكب الأسعد (2) – مهما ذكر له كتاب عند من احتاج إلى بيعه، يأمر من يشتريه ويرضي صاحبه، سيما إذا كان قليل الوجود، فيضعف لصاحبه قيمته، وإذا ذكرت له خزانة كتب في أي بلد، فلا يزال في طلبها حتى يحصلها. ثم يضيف نفس المصدر:(3) وترك بعد وفاته خزانة كتب لم يتركها أحد سمعنا به، ومشتملة على فنون العلوم، كل فن منه العدد الكثير. وهذه الخزانة كانت الرصيد الأكبر لخزانة وزان، فإن صاحبها أوصى بثلثها للمسجد الأعظم، فنابه العدد الكثير من كل فن.(4) ومن هنا: فإن كتب هذه الوصية، مع ما في روضة مولاي عبد الله الشريف من قبل. وما في الخزانتين الأولى والثانية بهذا العرض: جميعها تمثل المكونات الأولى والمهمة للخزانة المنوه بها. وبعد وفاة الشيخ أبي الحسن علي بن أحمد: تنافس ورثته وغيرهم في إثراء هذه المؤسسة عن طريق التحبيس عليها. فمولاي التهامي بن علي: (5)أوقف عليها المخطوطات ذوات الأرقام: 2، 283، 288، 903، فضلا عن مجموعة كتب دفعها للمؤسسة ذاتها (6). وأخوه مولاي المكي بن علي: أوصى بجملة من الكتب حبسها على خزانة المسجد الأعظم، حسب إشارة دونت أول المخطوط رقم: 980. ثم محمد بن عبد الجبار بن علي/ أوقف عليها المخطوطات: 91، 175، 178، 384، 944. وإلى هؤلاء: ساهمت زمرة من الشريفات ومن إليهن في إثراء خزانة وزان: السيدة هيبة بنت سيدي علي بن أحمد : المخطوطات رقم 205، 265، 655. وأختها: السيدة الصافية بنت سيدي علي بن أحمد: المخطوطات: رقم 1، 792. السيدة طاهرة بنت سيدي محمد بن علي، والدة مولاي التهامي بن علي: المخطوطان رقم 193، 194. أزواج مولاي التهامي بن علي: المخطوطات رقم 140، 141، 142، 160. ومن جهة أخرى: نشير إلى تحبيس الفقيه محمد بن الفقيه علي اللحلاح الوزاني: للمخطوط رقم 267: عام 1312ه. ومن هذه الوقفيات المنوعة المصادر، تتبين أهمية مبادرات أشراف وزان ومن إليهم، حتى صارت خزانة وزان عامرة بالعدد الجم من الدواوين العلمية من كل فن. 2 - القيمون الذين اهتموا بهذه الخزانة (7) المخطوط 944: عام 1288ه. وكما تبينا وشيكا: فقد كان مشهد مولاي عبد الله الشريف به مكان الكتب، وخلال عام 1368/ 1947: نقلت إلى مقرها الحالي قبلة المسجد الأعظم، في بيت مجهز بالرفوف الخشبية لوضع الكتب. وللحفاظ على هذه الثروة العلمية، صار مقدمو ضريح مولاي عبد الله هم القيمين على الكتب، وقد كانت موضوعة داخل هذا المشهد، موزعة بين ثمان خزائن خشبية والمعروف – الآن – من هؤلاء القيمين هي الأسماء التالية: [الحاج] محمد بن عبد السلام القصري الطليقي أصلا الوزاني دارا، وقد سجل اسمه على ثلاث مخطوطات: رقم 204: عام 1224ه، ورقم 2: عام 1228ه، ورقم 903: عام 1231ه. ثم ابنه أحمد بن محمد بن عبد السلام: المخطوط رقم 306: عام 1260ه. ثم السيد عبد الله القصري: 3 - نوادر من المخطوطات من هذه الخزانة وفي هذا التاريخ وضع للبقية الباقية منها لائحة تشتمل على 1248 سفرا، أكثرها مخطوط، وبعضها مطبوع، وهذه البقية هي التي انتدبتني للوقوف عليها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية والثقافة أواخر عام 1293/ 1973، حيث تمكنت من الاطلاع على ما يقارب ألف سفر، وفي المخطوط منها أمهات من كتب التفسير والفقه والحديث، وبعض من مؤلفات الأصلين واللسانيات، الأدب والتراجم والطب والفلك... وبين هذه المجموعة قليل من النوادر وأشباه النوادر، وهي التي تقدم نماذج منها حسب تسلسل أرقامها: 259 – شرح أرجوزة عبد السلام الرندي في استخراج الأعمال الميقاتية بالربع المجيب: الشارح عبد العزيز بن عبد السلام الوزكاني الوزاني: ثاني عشر مجموع، والشرح مبتور الطرفين، ويتخلله بياض، مع تذييله بجداول موضوعية. 275 – انتقاض الاعتراض لابن حجر العقلاني صنفه بحثا في اعتراضات العيني على فتح الباري، وحالت وفاته دون أن يستوفي الإجابة عنها: نسخة تامة بخط مشرقي عتيق في مجلد. 340، 341 – الإشراف على معرفة الأطراف: أطراف الست الأربعة، تأليف أبي القاسم بن عساكر: جزءان بخط مشرقي قديم. 356 – تعليق على تهذيب(8) ابن هشام لسيرة ابن إسحاق: تأليف أبي ذر مصعب بن محمد بن مسعود الخشني الجياني نزيل فاس: في سفر بخط مغربي بتاريخ أواسط شوال: صبيحة الجمعة 1131ه، ونقل من نسخة كتبت صبيحة يوم الأحد 10 حمادى الآخرة 727ه: كتبها أحمد بن حسن محمد الأنصاري، وعقب هذ في النسخة المكتوب منها سماعان. 359 – أرجوزة في طريقة العمل بقوس ملة الإسلام، والقصد إلى جهاز ثمن الدائرة، الذي ابتكره الفلكي اللامع: محمد بن المفضل ابن كيران الفاسي، واستخدمه بدلا عن الربع المجيب (9): سابعة مجموع. 359 – ولنفس المؤلف منظومة أخرى في موضوع القوس ذاته، وهي ثامنة المجموع المذكور. 371 – ديوان محمد الطيب بن مسعود المريني: سادس مجموع. 414 – كشف الأسى بمحاسن الصالحات من النسا... تأليف محمد بن الوزير أحمد اليحمدي: في مجلد بخط مؤلفه. 450 – شرح منظومة تحفة الأبصار في أعمار العقار لأبي الفضل العجلاني: الشارح محمد الزوين تلميذ الشيخ عبد الواحد ابن عاشر الفاسي: ثاني مجموع. 501 – إتحاف المعاصر برسائل الشيخ ابن ناصر، تأليف محمد المكي الناصري: مبتور الأخير، وهو ثامن مجموع. 527 – رسائل صوفية لعبد العزيز بن خليفة القسنطيني ثم التونسي، عددها 14 رسالة، وهي خامسة مجموع. 532 – بيان غربة الإسلام، بواسطة صنفي المتفقهة والمتفقرة من أهل مصر والشام، وما يليهما من بلاد الأعجام. تأليف علي بن ميمون الإدريسي الغماري: ثاني مجموع. 532 – العدة في شرح البردة للبقني: أحمد بن عبد الله بن أحمد الأنصاري الغرناطي: رابعة مجموع. 782 – تقريب النشر في الطرق العشر تأليف محمد بن عبد الرحمن الأزروالي، فرغ منه يوم 9 شوال 975ه: في سفر. 903 – حاشية على شرح المختصر الخليلي للتتائي: تأليف الرماصي: محمد المصطفى بن عبد الله بن مومن الجزائري: في مجلد. 913، 914 – شرح المختصر الخليلي لمحمد بن قاسم جسوس: الموجود منه مجلدان: الثاني والثالث. 916 – حاشية على المختصر الحاجبي الفقهي وشرحه للشيخ خليل: تأليف الناصر اللقاني: تامة في سفر بخط مغربي. 980 – شرح المختصر الحاجبي الفقهي، تأليف عبد الرحمن بن محمد بن مخلوف الثعالبي الجزائري: النصف الأول في مجلد. تكميل التقييد وتحليل التعقيد لابن غازي، تتوزع مجلداته بين الأرقام التالية، كل رقم به مجلد: 978: الربع الأول 991: نسخة أخرى من المجلد الأول 989: الربع الثاني. 993 :الربع الثالث. 990: الربع الأخير. 992:نسخة أخرى من الربع الأخير 4 - بعض أصول المؤلفات في هذه الخزانة وبين أصول المؤلفات بخزانة وزان نشير إلى خمسة نماذج: 155 – الخمس الأخير من صحيح البخاري، في مجلد بخط أندلسي عتيق عدا الصفحة الأولى، وكان تمامه في عقب شوال من سنة 505ه، كتبه بخطه محمد بن عمر الهوري، وذيله بسنده للبخاري من طريق رواية الأصيلي. 458 – الكتيبة الكامنة، لابن الخطيب، في سفر جاء بهامش آخره: يوجد في الأصول المكتوب منها ما نصه: إلى هنا توجد الكتيبة، ولعل مؤلفها اخترمته المنية قبل تمامها، والله – تعالى – أعلم. 510 – الفتوحات المكية لابن عربي الحاتمي: السفر العاشر وهو الأخير، بخط شرقي، وجاء بآخره: وهذه النسخة – بأجمعها – قوبلت على نسخة بخط مصنفها، مع قراءتها – بأجمعها – قراءة بحث وإتقان، على برهان الدين إبراهيم الناشري حافظ دار الهجرة: 948. 519 – ذخيرة المحتاج للشيخ محمد المعطي بن الصالح الشرقي العمري، مجلد من تجزئة 48، وهو الأول فيما يظهر، وعند بدايته ونهايته كتبت تقاريظ الكتاب لأعلام الجزائر وتونس وطرابلس بخطوطهم، مع إضافة وضع طابع أحد المقرظين. 784 – الكشاف للزمخشري: الربع الثاني في سفر بخط أندلسي عتيق، فيكتب البعض آخره: أن خطه لابن بري حسبما تحققه الكاتب من كتبه وتأليفه، والقصد فيما يظهر – لابن بري التازي. ومن هذه الكتب، نوادر وأصولا، ومن كتب الخزانة على العموم: يمكن أن نعرف جملة من أعلام وزان. 1 – بدءا من الشيخ موسى بن علي الوزاني، من أعلام المنطقة خلال القرن الهجري 10/16، وهو كاتب بيان غربة الإسلام...لابن ميمون. 2 – الشيخ سيدي علي بن أحمد الوزاني الحسني. 3 – الفقه الرهوني 4 – عبد العزيز بن عبد السلام الوزكاني. 5 – سيدي التهامي بن علي بن أحمد الشريف الوزاني. 6 – محمد بن علي اللحلاح الحسني. 7 – أحمد بن العربي بن حنيني الحسني الوزاني كاتب بعض المخطوطات. ومن الإفادات عن عبد العزيز الوزكاني والمذكورين في هذه اللائحة: ما يسجله المرحوم محمد بن عبد المجيد أقصبي تعليقا على اسم المنوه به، فيذكر عن ولده أنه لقي سيدي علي بن أحمد، وولده الحاج العربي، وعاصر الفقيه الرهوني، ويضيف: وكان قاضيا بوزان، ومشهورا بابن عبد العزيز. كما يذكر عن بنت عبد العزيز الوزكاني أنها كانت تخرج الفرائض العويصة. وتعليقا على اسم محمد بن علي اللحلاح: نشير إلى أنه ابن المقرئ اللامع في العصر السليماني، وله ترجمة في فهرس ابن حنيين أتي الذكر وشيكا، فيسميه سيدي علي بن حميدان المدعو اللحلاح، ويؤرخ وفاته – بشفشاون – يوم 24 ربيع الثاني 1263ه. أما ابن حنيني سابع المذكورين في اللائحة، فكان معدودا من أعلام وزان، وكان بقيد الحياة عام 1280/1864، ويعرف من آثاره ثلاثة أوضاع: الرحلة الوزانية الممزوجة بالمناسك المالكية، دونها عن رحلته مع أشراف وزان للحج والزيارة عام 1269ه، منها قطعة من أولها في الخزانة العامة رقم 1012ك: ثانية مجموع ص 52 – 110. الثاني: من آثاره: كناشة في حجم صغير، بها إفادات عن حياته. الثالث: فهرس أشياخه، باسم زهرة الآس، فيمن لقيته من الناس، بوزانوفاس، منها مصورة في الخزانة العامة رقم 829،830. وبالإضافة إلى أشياخه العديدين بفاس: ترجم لأشياخه ومرافقيه من وزان: - محمد بن الحاج علي البرنوسي الأصل، الوزاني المنشأ والدار، له معرفة بالفقه واللغة والنحو والفرائض والحساب والتنجيم، مع تواضع، أخذ عن الرهوني، وسيدي علي بن أحمد، وولده الحاج العربي، وتوفي يوم الخميس 8 صفر 1261ه. ومن المذكورين في هذا الفهرس: تراجم لسيدي علي بن أحمد بن الطيب بن محمد، ولوالده وجده وجد والده، مع الحاج العربي. وتراجم أخرى لمولاي التهامي بن محمد ووالده وأولاده. ومن المترجمين الآخرين من وزان: محمد بن أحمد الزكاري ثم الوزاني رفيق المؤلف حضرا وسفرا حسب تعبيره. ثم محمد بن قاسم الصواف، إمام جامع وزان ومدرسه ومؤذنه نحوا من أربعبن سنة، وله يد في العلوم، توفي عام 1240ه. ثم عبد الله بن أبي بكر بن محمد السهلي الوزاني نزيل مكناس، وشارح المرشد المعين. ثم علي اللحلاح كما تبينا وشيكا. وخارج وزان استطرد ذكر السيد يوسف الحاج جد الفقيه الرهوني، وذكر أن مزارته بقرب مدشرهم بوسط قبيلة رهونة. الهوامش (1) - المطبعة الأميرية بمصر 1306ه. (2) - ألفه – في ترجمة أبي الحسن علي بن أحمد – محمد بن حمزة المكناسي القبيل، التازي البلد، منشور بالمطبعة الحجرية الفاسية 1324ه على هامش تحفة الإخوان: ص161. (3) - ص 162. (4) - المصدر ص 162. (5) - للتعريف بنشاطه العلمي: يرجع إلى محمد المنوني: مظاهر يقظة المغرب الحديث ط، بيروت 1،232 – 233. (6) - حوالة أحباس وزان: الجزء رقم 36: قسم الحوالات في الخزانة العامة بالرباط: ص 98، 130، 142، 145. (7) - هذا التعليق من الروض المنيف...خ، ع، ك 2304: 2/53 – 54، وقد ورد به توقيت وفاة اثنين من قيمي خزانة وزان. أحمد بن محمد بن عبد السلام: أرخ وفاته في اليوم الأول من رمضان 1302ه. وعبد الله عم أحمد: يوم الخميس في شوال 1291ه. وذكر نفس المصدر الحاج محمد بن عبد السلام القصري أول الثلاثة، فوصفه بمعرفة التوقيت والطب. (8) - يرجع هنا إلى بروكلمان في تاريخ الأدب العربي: الترجمة العربية 3/14. (9) - عن المؤلف ابن كيران: يرج إلى مظاهر يقظة المغرب الحديث، 1/214 – 216. محمد المنوني