لماذا يحرص المسلمون في الغرب على تسمية مساجدهم ومراكزهم والمسلمون الجدد أيضا بأسماء عربية، مرتبطة بسياقات تاريخية وجغرافية لاعلاقة لها بالمكان والزمان، والثقافة والتاريخ الذي يستوطنونه اليوم ، هذه الأسماء ساهمت أو قد تساهم في القطيعة والحصار. وهنا أتسائل ما المانع من استعمال الأسماء المحلية والمؤثرة في ذاكرة الناس ومخيلتهم ؟ فأسماء مثل "علي وأبو بكر وحمزة" أسماء لم تكن قبيحة أو مخلة بالعرف الاجتماعي والديني الجديد، لهذا لم يأمر الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله بتغييرها ، وكذلك أسماء الأماكن والأحداث إلا أن يكون فيها مَس أو تشويش على جوهر الدين! وإن مِمَّا سيساعد المسلمين على استيطان الدعوة في الغرب، استعمال وتوظيف اللغة والثقافة والتاريخ والرموز المحلية المرتبطة بذاكرة تلك المجتمعات، لا أن يستوردوها من الخارج! وأظن أن أحد أسباب هذه الظاهرة هي عجز كثير من قادة الدعوة والإرشاد في الغرب التمييز بين ما هو ديني مقدس ، وبين ما هو سوسيوثقافي ، فيتم تديين ماليس من الدين، كاللغة والأسماء، والسياسة والإقتصاد، فيتحدثون عن اللباس الإسلامي، واللغة الإسلامية، والسياسة الإسلامية، بل والاقتصاد الإسلامي، كأشياء مختلفة تماما عما تعارفت عليه الأمم الأخرى ، وبدل أن يركزوا على البواعث الإيمانية والحوافز الحضارية وهي المشترك الإنساني، يبالغون في الوقوف عند الضوابط والقوانين والطقوس ويضخمونها. والخلاصة أن الذي سيسعفنا في التواصل مع خلق الله هي البواعث النبيلة والمقاصد المشتركة، لا القيود والأحكام والأوهام التي تزايل بيننا وتحرمنا من التعارف والتعاون مع الناس جميعا. فالعبرة بروح الرسالة ومقاصدها العالمية والإنسانية وليس بالتشبت بالأشكال والطقوس والعناوين الخادعة.