شكلت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية رافعة حقيقية للنهوض بالتربية والتعليم و دعم تمدرس الأطفال على مستوى إقليم الفحص أنجرة، لاسيما من خلال تقليص الفوارق في بيئة التعلم ودعم التعليم المدرسي والمساعدة على تعميم التعليم الأولي، فمن خلال وضع العنصر البشري في قلب أولوياتها، ساهمت المبادرة الوطنية بشكل فعال في تطوير القدرات المعرفية والاجتماعية للأطفال، وتعزيز التعليم الأولي وخدمة النقل المدرسي و تقديم الدعم المدرسي للتلاميذ الذين يواجهون صعوبات والعمل على تعزيز جودة التعليم بالإقليم. وفي هذا السياق يشهد إقليم الفحص أنجرة تنفيذ العديد من المشاريع الاجتماعية والتربوية، فضلا عن اتخاذ عدة إجراءات تروم تعزيز نمو وتفتح الأطفال، لعل أهم هذه البرامج مشروع " دعم تعميم دروس التقوية و مواكبة التلاميذ المتعثرين بالسلك الإبتدائي و الإعداد و الثانوي " الذي يجري تنفيذه برسم الموسم الدراسي 2020 / 2021 كأجرأة لاتفاقية الشراكة الموقع بتاريخ 03 يونيو 2020 بين كل من فدرالية جمعيات أمهات وآباء و أولياء التلاميذ بإقليم الفحص أنجرة كحامل ومنفذ للمشروع، و اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية كممول للمشروع، و المديرية الإقليمية للتربية الوطنية كمتتبع للمشروع، حيث تأتي هذه الاتفاقية في سياق الاستثمار في الرأسمال البشري منذ سن مبكرة لمحاربة الفوارق الاجتماعية، أحد المحاور الرئيسية للبرنامج الرابع للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية للدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، ضمن المرحلة الثالثة من المبادرة (2019 – 2023)، بهدف تعزيز الإنجازات المحققة في المرحلتين السابقتين. بالنظر إلى أهمية دعم التلاميذ المتعثرين لما لذلك من دور في تعزيز تعلم التلاميذ ومحاربة الهدر المدرسي وتعزيز الرأسمال البشري للأجيال الصاعدة، أولت الفدرالية الإقليمية لجمعيات أمهات وآباء و أولياء التلاميذ بإقليم الفحص أنجرة برئاسة السيد المختار اللغميش اهتماما خاصا لتعميم هذا المشروع على كامل تراب الجماعات السبع المشكلة لإقليم الفحص أنجرة، من خلال تخصيص 7 مراكز للدعم التربوي داخل المؤسسات التعليمية المتواجدة بمراكز مختلف جماعات الإقليم خلال الموسم الدراسي 2021-2020 في حين يتم نقل التلاميذ المعنيين بحافلات النقل المدرسي. فهذا المشروع يستهدف قرابة الألف من تلميذات وتلاميذ السلك الإبتدائي من المستوى الرابع و الخامس و السادس؛ كما أنه يستمر تنفيذه على مدى 14 أسبوعا مقسما التلاميذ المستهدفين إلى 45 فوجا يقابلهم 46 من المؤطرات و المؤطرين التربويين المكلفين بالدعم التربوي في المواد الأساسية كالرياضيات و اللغة الفرنسية بالإضافة إلى اللغة العربية و المتلقين لتكوين بيداغوجي و ديداكتيكي يشرف عليه مفتشين تربويين وفق برنامج تربوي خاضع للتقييم. في نفس الصدد و من خلال هذا المشروع التنموي المتعلق بقطاع التعليم، تسعى اللجنة الإقليمية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم الفحص أنجرة برئاسة عامل الإقليم عبد الخالق المرزوقي بمعية شركاءها في الفدرالية الإقليمية لأمهات و آباء و أولياء التلاميذ جاهدين لدعم هذا القطاع الحيوي، الذي يكتسي أهمية كبيرة من حيث التنمية الاجتماعية والاقتصادية بالإقليم، وذلك بتنسيق مع مختلف القطاعات، والعمل على توحيد الجهود وضمان التكامل بين التدخلات. فهكذا وعبر مختلف المشاريع، تساهم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بشكل كبير في النهوض بقطاع التربية والتعليم بإقليم الفحص أنجرة، من خلال تدخلاتها المباشرة في تحسين العرض التعليمي ودعم تعليم التلاميذ. لقد تمكنت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، الورش الذي أطلقه الملك محمد السادس عام 2005، من إيصال ثمارها إلى المستفيدين على أرض الواقع، حيث تتمحور مجمل التدخلات حول العنصر البشري، الذي جعلت منه أولوية، سواء في المناطق الحضرية أو القروية، وفق مقاربة تدريجية تتماشى والتحولات التي تشهدها المملكة.