تم، أمس الأربعاء بميناء طنجة المتوسط، إطلاق برنامج بناء وإعادة تأهيل 120 مؤسسة مدرسية على مستوى الجماعات التابعة لإقليم الفحص-أنجرة من أجل تعزيز قطاع التعليم، وتحسين جودة التربية، وتعزيز سلامة التلاميذ. ويشمل هذا البرنامج، الذي أعطى انطلاقته عامل إقليم الفحص-أنجرة عبد الخالق مرزوقي، إنجاز أشغال البنى التحتية ومختلف التجهيزات المرافقة (ملاعب رياضية، باحات ترفيهية، مرافق صحية...)، بغلاف مالي قدره 22 مليون درهما. ويأتي إنجاز البرنامج في إطار اتفاقية شراكة بين مؤسسة طنجة المتوسط للتنمية البشرية ووكالة الإنعاش والتنمية الاقتصادية والاجتماعية لعمالات وأقاليم شمال المملكة والمديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية الفحص-أنجرة والمجلس الإقليمي الفحص-أنجرة. ويروم المشروع، الذي تبلغ مدة إنجازه سنتين، إلى توفير بنيات مدرسية بمعايير عالية وتوفير الظروف الملائمة لتمدرس تلميذات وتلاميذ الإقليم. وبهذه المناسبة، أشار فؤاد البريني، رئيس مجلس الرقابة للوكالة الخاصة طنجة المتوسط، إلى أن هذا البرنامج يهدف إلى تطوير مشاريع تعليمية من أجل الرفع من مستوى التعليم بجميع الجماعات التابعة لإقليم الفحص-أنجرة وزرع ثقافة التميز والحد من الهدر المدرسي وتحسين مؤشرات التنمية البشرية بالإقليم، مبرزا أن مؤسسة طنجة المتوسط تعمل، منذ إنشائها سنة 2007، على تركيز جهودها على المشاريع التعليمية من خلال تنفيذ مشاريع ذات تأثير مباشر على الساكنة المحلية. وأوضح المسؤول أنه تم في هذا الإطار إعادة تأهيل 37 وحدة مدرسية وتعزيز النقل المدرسي بهدف التقليص من الهدر المدرسي والمساهمة في إنجاز مشروع الثانوية التقنية للقصر الصغير، لافتا إلى أن المؤسسة أنجزت خلال الفترة 2008-2016 نحو 467 مشروعا للتنمية لفائدة 17.700 مستفيدا سنويا، من بينها 245 مشروعا تربويا. وشدد البريني على ضرورة متابعة تنفيذ هذا المشروع وتشجيع ظهور مدارس التميز، مؤكدا التزامه بدعم البرامج والمبادرات الرامية إلى تعزيز قطاع التعليم، وتعزيز تعليم الفتيات وغرس ثقافة التميز في الأجيال الشابة، ليصبحوا أطرافا فاعلة في التنمية. من جانبه، أكد المدير العام لوكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال، منير بنيوسف، أن قطاع التعليم يوجد في صلب استراتيجية الوكالة، التي ترمي إلى وضع إطار لتحسين ظروف التعليم وخفض معدل الهدر المدرسي خاصة لدى الفتيات بالمناطق القروية، مشيرا إلى أن إقليم الفحص-أنجرة بلغ فيه معدل الأمية 9ر39 بالمئة، وهي نسبة مرتفعة مقارنة مع النسبة المتوسطة بالمنطقة (31 بالمئة)، بينما تبلغ نسبة الهدر المدرسي ما بين 34 بالمئة و40 بالمئة، بسبب انخفاض معدل تأطير الساكنة وصعوبة الوصول إلى الوحدات المدرسية. وفي هذا الصدد، أكد المسؤول أن المشروع، الذي يندرج في إطار برنامج تنمية الإقليم للوكالة، سيمكن من تحسين ظروف تمدرس التلاميذ وتعزيز المستوى الدراسي ومحاربة الهدر المدرسي. من جهته، أشار المدير الإقليمي لوزارة التعليم والتكوين المهني بإقليم الفحص-أنجرة، عزوز بن عزوز، إلى أن الموسم الدراسي 2016-2017 شهد تعزيز أسطول النقل المدرسي ب18 حافلة مدرسية، من بينها 16 في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووكالة إنعاش وتنمية أقاليم الشمال، لافتا إلى أن هذا البرنامج يطمح إلى تعزيز قطاع التعليم في الإقليم لمواكبة دعم الدينامية الاقتصادية والاجتماعية بالجهة. أما رئيس المجلس الإقليمي للفحص-أنجرة، محمد المسياح، فقال إن قطاع التعليم يوجد في صلب اهتمامات المجلس، مبرزا أن هذه المبادرة المحمودة ستعمل على الرفع من مستوى المدارس في الإقليم بهدف مواكبة الإقلاع الاجتماعي والاقتصادي بالجهة.