اعتبرت وزيرة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، نزهة بوشارب، اليوم الثلاثاء، أن الأزمة الصحية المرتبطة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد -19" وضعت قطاع الإسكان في صلب الاهتمامات الوطنية والقارية. وكانت السيدة بوشارب تتحدث خلال منتدى عن بعد حول موضوع "توفير السكن الميسر كاستراتيجية للإنعاش الاقتصادي في ظل كوفيد-19 بإفريقيا"، أكدت فيه أن هذا اللقاء يأتي ليدعم رؤية الملك محمد السادس المتعلقة بالتعاون جنوب-جنوب بين البلدان الإفريقية من أجل النهوض بالتنمية الاقتصادية للقارة. وقالت إنه من الضروري استخلاص أفضل العبر من أزمة "كوفيد-19" في مجال الإسكان، على اعتبار أن هذه الأزمة الصحية كشفت عن تحديات جديدة للقطاع. وشددت بوشارب على أن "قطاع الإسكان يتطلب تصورا ورؤية جديدة، من شأنهما تحسين جودة وإطار عيش المواطن"، وعلى أن هذه الرؤية الجديدة يجب أن تكون تشاركية تأخذ في الاعتبار الحاجيات الخاصة لكل شريحة بحسب دخلها. وحسب الوزيرة، فإن موضوع الإسكان يعد أولوية بالنسبة للحكومة المغربية، مبرزة أن كل مواطن مغربي وإفريقي له الحق في التوفر على سكن لائق وطريقة عيش سليمة. وفي هذا السياق، أكدت بوشارب أن الأزمة الصحية التي يعرفها المغرب على غرار بلدان أخرى من المعمور، جعلت الاهتمام يتركز على قطاع الإسكان وعلى مساهمته في محاربة الهشاشة والفوارق الاجتماعية. ولم تفت الوزيرة الإشارة إلى تداعيات أزمة "كوفيد-19" على عدة قطاعات نشطة ضمنها الإسكان، معتبرة أنه من الضروري الحفاظ على مناصب الشغل في القطاع وإشراك القطاع الخاص في استراتيجية الإقلاع الاقتصادي على المستويين الوطني والقاري. وعرف المنتدى الافتراضي المنعقد في إطار الدورة ال39 للجمع العام السنوي لشركة تمويل السكن بإفريقيا "شيلتر أفريكا"، المقرر تنظيمه بعد غد الخميس بكينيا، مشاركة مسؤولين حكوميين وخبراء، بحثوا مختلف الجوانب ذات الصلة بمجال التوفر على سكن ميسر على نطاق واسع، باعتباره أحد المفاتيح القمينة بتحقيق إقلاع اقتصادي في إفريقيا خلال مرحلة (كوفيد-19). وترى شركة تمويل السكن بإفريقيا أنه من الضروري خلال هذه الأزمة الصحية أن تعتمد الحكومات والأطراف الأخرى المتدخلة في مجال توفير سكن في المتناول والتنمية الحضرية، سياسات وحلولا أكثر براغماتية ومتجددة ودائمة لمواجهة التحديات المرتبطة بالسكن في المتناول وبالتعمير، والتي تواجهها المنطقة. ومن جهة أخرى، يعتبر صندوق الأممالمتحدة للسكان أن الجائحة يمكن أن تكون لها انعكاسات مهمة على الفئات الهشة، لاسيما الأشخاص الذين يقطنون في دور الصفيح، حيث يساهم الاكتظاظ في صعوبة احترام الإجراءات الاحترازية من قبيل التباعد الجسدي والعزل الذاتي. وتضطلع شركة تمويل السكن بإفريقيا بمهمة تعبئة الموارد المالية للنهوض بقطاع السكن في القارة السمراء. ويساهم في الشركة 44 بلدا عضوا ضمنهم المغرب، فضلا عن مؤسسات من قبيل البنك الإفريقي للتنمية، والشركة الإفريقية لإعادة التأمين.