إلى وقت قريب، كانت تطوان تصنف من أكثر المدن المغربية انتشارا للمخدرات القوية خاصة "الهرويين"، حيث وضعها مراقبون وأطباء مختصون خلال بداية العشرية الثانية من هذه الألفية على رأس المدن التي تضم أكبر نسبة من مدمني الهرويين على الصعيد الوطني كما سبق وجاء في تقارير للجمعية المغربية لمحاربة داء السيدا، التي قال رئيسها السابق بتطوان الدكتور " رشيد العلوي حسنوني " : "ولاية تطوان لوحدها تؤوي أكثر من 10 آلاف مستهلك للهروين والكوكايين"، حيث كان التراخي الأمني والقرب من سبتةالمحتلة عاملين أساسيين في تحول تطوان إلى سوق مهمة لتجار المخدرات القوية، وتحويل مختلف أحيائها خاصة الشعبية، إلى نقط لبيع "الهروين". تفشي ظاهرة تعاطي الهرويين بين شباب تطوان كانت تشكل جنة لتجار السموم البيضاء، الذين انتعشت تجارتهم خاصة أنهم استطاعوا ربط علاقات متينة مع عدد من ضباط الشرطة القضائية، الذين سبق لجمعيات حقوقية بالمدينة أن اتهمتم بالتواطؤ والمساهمة في تحول تطوان إلى كارتيل للمدمنين على المخدرات القوية. الوليدي نائبا لوالي أمن تطوان المراقب العام محمد الوليدي لم يكن تجار المخدرات القوية في تطوان يعتقدون أن صيف 2013 سيكون بداية النهاية ل "كارتيل المخدرات القوية بتطوان"، حيث شكلت الأشهر الأولى التي تلت إقدام المديرية العامة للأمن الوطني، على تعيين المراقب العام "محمد الوليدي"، رئيس الأمن الإقليمي بالخميسات (سابقا)، نائبا لوالي الأمن بتطوان، بعد أن ظل هذا المنصب شاغرا لمدة سنة كاملة إثر تعيين "سعيد العلوة" واليا للأمن بمكناس، (شكلت) تغيرا دراماتيكيا في السلاسة والليونة التي كانت تتم بها عمليات توزيع وبيع المخدرات القوية. اسم "محمد الوليدي" سينتشر بسرعة كبيرة في، (العالم السفلي)، عالم الجريمة والمخدرات، بعدما بدأ تساقط الموزعين والممونين تباعا، وبعدما وجد بعض رجال الأمن المتورطين مع عصابات إغراق "كارتيل تطوان" بالهرويين والكوكايين أنفسهم محاصرين بغول يشغل منصب نائب والي الأمن، لا يشبع من اقتلاع دابر المجرمين وتجار السموم البيضاء، بل ويشرف شخصيا على كل العمليات التي تتم ضد المشتبه فيهم، مما يجعل تواطئهم أو تسترهم على بعض المجرمين أمرا مستحيلا. بداية نهاية "كارتيل الهرويين بتطوان" من غابة " البنيا " بالحزام الأخضر لتطوان، مرورا بأحياء (عيساوة، الاشارة، الباربوريين، جبل درسة، جامع المزواق، سيدي البهروري، المدينة العتيقة…) وصولا إلى كل الأحياء الشعبية داخل المدينة، كانت الأيادي الضاربة لجهاز 54 تطوق وتوقف مروجي المخدرات القوية وتتدرج في الإيقاع بهم الواحد تلو الآخر (تغطيات سابقة لشمال بوست). المهمة لم تكن سهلة، فكلما نجح رجال "الوليدي" بالجهاز 54 في الإيقاع بتاجر كبير للمخدرات القوية، إلا وظهر خلفه تجار آخرون أكثر خطورة، هكذا استمرت المهمة الأكبر في تاريخ تطوان مع المخدرات القوية، حيث تفنن عناصر جهاز " الوليدي " في الظهور أمام مروجي وتجار الهرويين والكوكايين من حيث لا يحتسبون وفي أماكن لم تخطر لهم على بال. لعبت السرية والسرعة والجهوزية بين عناصر الجهاز 54، الذي يشرف عليه ويقوده بشكل شخصي "محمد الوليدي"، القيمة المضافة التي جعلته يدا ضاربة تنفست من خلالها ساكنة تطوان الصعداء، بعد كل عملية نوعية ناجحة ضد فيروسات بشرية حاولوا جعل تطوان مدينة للمدمنين. صورة من الارشيف لاعتقال أحد مروجي المخدرات لن تكون لتجارة المخدرات القوية بتطوان نهاية، هذا قدر تفرضه معادلة عالمية لا يمكن للمغرب أن لا يكون رقما داخلها.. لكن معادلة موازية أرغمت مروجي المخدرات القوية أن يكونوا خارج تطوان، وهذا أيضا قدر سطر معادلته محليا قائد متمرس اسمه "الوليدي" ورجاله في الجهاز 54 الذين لا يتعبون في فرض واقعهم على الأقل في أحياء وشوارع تطوان..