على طاولة نور الدين أولاد عبد الرحمان، قاضي التحقيق بابتدائية تطوان، ملف ضخم، يتعلق بتورط 28 عنصرا من القوات المساعدة في المشاركة في الاتجار الدولي في المخدرات. وسيمثل في 2 أبريل المقبل، أمام قاضي التحقيق، 28 عنصرا من القوات المساعدة، التابعين لمجموعة المخزن المتنقل رقم 35، المسؤولين عن مراقبة المناطق المتاخمة لشاطئي “تمرابط” و “المعاصم”، موزعين على مجموعتين. الأولى، تضم ستة عناصر متابعين في حالة اعتقال، والثانية، تضم 22 عنصرا تم إخضاعهم للمراقبة القضائية ومتابعتهم في حالة سراح، وذلك للتحقيق معهم في أولى جلسات التحقيق التفصيلي، من أجل النظر في الاتهامات الموجهة إليهم، والتي تتعلق بتهمة التواطؤ مع شبكة دولية لتهريب المخدرات والمشاركة في الاتجار فيها. وانطلقت الواقعة، حسب مصادر “الصباح”، في 14 يناير الماضي، حين توصلت دورية للبحرية الملكية ببرقية من محطة الرصد بالرادار “كابونيكرو” التابعة للبحرية الملكية والمكلفة بمراقبة السواحل المغربية ابتداء من الفنيدق إلى أوشتام، على الساعة الثامنة وربع مساء، تؤكد فيها أنها رصدت، جسمين مشبوهين انطلقا من شاطئ “تمرابط” التابع لقيادة بني سعيد عمالة تطوان. وأكدت البرقية التي توصلت بها الدورية التابعة للقاعدة الثانية للبحرية الملكية بالناظور، أن زورقين انطلقا على التوالي، الأول، على الساعة الثامنة وست دقائق، بسرعة 41 عقدة بحرية، والثاني، في الثامنة وتسع دقائق، بسرعة 40 عقدة بحرية، في اتجاه شاطئي “تمرابط” و”المعاصم”، حيث تمت معاينة مجموعة من الأشخاص يقومون بتحميل رزم من المخدرات على متن الزورقين النفاثين اللذين كانا راسيين بالقرب من شاطئي “تمرابط” و “المعاصم”، على بعد بضعة أمتار من مركزي المراقبة التابعين للقوات المساعدة. واستغرقت مدة شحن رزم المخدرات بالقارب الذي أقلع من شاطئ “المعاصم” عشرة دقائق، حيث بدأت عملية الشحن في الساعة الثانية و13 دقيقة صباحا وانتهت في الثانية و 23 دقيقة. فيما تدخلت دوريتان تابعتان للبحرية الملكية، الطرادين I-01)وI-04)، في الوقت نفسه، لمحاصرة وإيقاف القارب النفاث الذي قام حوالي 60 شخصا شحنه بالمخدرات من شاطئ “تمرابط”، إذ أسفرت هذه العملية عن اصطدام قوي بين الزورق النفاث و الطراد I-01، مما كاد أن يودي بحياة طاقم الدورية، ليتمكن ربان زورق المهربين من الفرار في اتجاه عرض البحر بسبب قوة المحركات الثلاثة الضخمة المزود بها، حيث قام أحد عناصر البحرية الملكية بتوثيق هذه العملية ب “الفيديو”. وعلمت “الصباح” أن القيادة الجهوية للدرك الملكي قامت بربط الاتصال من مكان شحن المخدرات بالوحدة المركزية للأبحاث والتحليلات الجنائية بالرباط قصد تحديد المكالمات الواردة والصادرة على محطة الربط التي تغطي شاطئي تمرابط والمعاصم بتاريخ الواقعة. وأوردت مصادر “الصباح”، أن الأبحاث والتحقيقات التي أجرتها القيادة الجهوية للدرك بتطوان، انكبت على تحليل بيانات هواتف عناصر القوات المساعدة المتورطين في هذا الملف، بالكشف على المكالمات الهاتفية الواردة عليها والصادرة منها، وإخضاعها للبحث والاطلاع، لتحديد العلاقة المفترضة بشكل علمي، وما إذا كانت هناك مكالمات قد جرت بينهم وبين أفراد الشبكة الموجودين في حالة فرار. يشار إلى أنه سبق أن تورط أفراد من هذا الجهاز التابع إلى وزارة الداخلية في عمليات مشبوهة تقضي بغض الطرف عن شبكات تنشط في ميدان الاتجار الدولي في المخدرات، مقابل مبالغ مالية.