قال رشيد البلغيتي، كاتب رأي، خلال ندوة الصحلفي مؤرخ اللحظة الراهنة، المنظمة ضمن فعاليات الملتقى العاشر لفن الكاريكاتير بشفشاون، أن خلال اشتغاله كصحفي بجريدة هسبريس الإلكترونية، رغب في التواصل مع المؤرخ المغربي عبد الله العروي غير أنه فشل في نيل تصريحه رغم كثرة الاتصالات، بحكم أن العروي لا يحمل هاتفاً نقالا، ولا يكترث كثيراً لرنين هاتف منزله وتطرق البلغيتي خلال كلمته إلى الفوارق بين المؤرخ والصحافي، مبرزا أن الأول لا يتنافس على نشر المعلومة المرهونة بالسرعة في مجال الإعلام ومشيرا إلى فضل مواقع التواصل الاجتماعي في تقريب المعلومة والدور الكبير الذي قامت به خلال ما اصطلح عليه بالربيع العربي معتبرا الصحافي مؤرخا بامتياز للحظة الراهنة. من جانبه أكد طلحة جبريل أن الثورة التي أحدثتها شبكات ومنصات التواصل الاجتماعي ستؤدي لا محال إلى تراجع مستوى الوعي نظرا لتناولها معلومات غير موثقة. مضيفا: كصحافيين لا نملك الحقيقة، ولكن نبحث عنها ونراكم الوعي عن طريق الأخبار الصحيحة والمدققة وإن الصحافة الورقية لا يمكن أن تندثر مستحضرا قيمة الصحافة الاستقصائية. وأضاف جبريل أن للصحافي علاقات مع صناع القرار باعتبارهم مصدرا للمعلومة، مستحضرا جدل العلاقة القائمة بين الصحافي والمسؤول، مستشهدا بقولة للملك الراحل الحسن الثاني جاء فيها لا يوجد سؤال محرج، لكن هناك إجابة محرجة أماعبد الصمد بنشريف، فقد تسائل عن المسافة بين الصحافي والمؤرخ، وعن مدى أحقية اعتماد المادة الصحافية، سواء المكتوبة أو المصورة، وسيلة يعتد بها للتأريخ، مؤكدا في الوقت ذاته أن الممارس للصحافة يلعب دورا أساسيا في توفير المادة الخام، واصفا الصحافي بالمغامر والمجازف الذي يستل الخبر والمعلومة من قلب المعركة ليقدمها إلى المؤرخ الذي يجعل لها معنى. وأضاف بنشريف، إن المؤرخ، على عكس الصحافي، يدقق ويمحص ويتعمق أكثر بحكم، فيما اشتغال الصحافي تحكمه الأخلاق أولا والقيم والمبادئ وكذا الخط التحريري. أما الاعلامي ، عبد الصمد الصالح ، فقد اعتبر ان الصحفي مؤرخ للحظة الراهنة وأكد انه يمكن للصحفي ان يكون مؤرخا، ولا يمكن للمؤرخ ان يكون صحفيا. وأكد نفس المتحدث أن المؤرخ أمام الكم الهائل من المعلومات أصبح أمام وضعية معقدة في تأريخ.