حققت شرطة ايرلندا الشمالية الخميس مع رئيس حزب "الشين فين الجمهوري" جيري ادامز، والمفاوض في عملية السلام الايرلندية، في جريمة قتل امرأة في 1972 اعترف بها الجيش الجمهوري الايرلندي. واحتجز القيادي الجمهوري (65 عاماً) مساء الاربعاء بتهمة قتل جين ماكونفيل، بعدما حضر طوعاً الى مركز شرطة مدينة انتريم. ونفى ادامز اي دور له في الجريمة التي تعتبر واحدة من اشهر الجرائم في تاريخ ايرلندا الشمالية. ووصف ادامز في بيان الاتهامات الموجهة ضده ب"الحاقدة"، واضاف: "في حين لم انكر ارتباطي ابداً بالجيش الجمهوري الايرلندي، ولن افعل ذلك ابداً، الا اني بريء من خطف وقتل ودفن السيدة ماكونفيل". وحزب الشين فين كان الجناح السياسي للجيش الجمهوري الايرلندي، الذي نفذ حملة عنيفة خلال ثلاثة عقود في مواجهة الحكم البريطاني لايرلندا الشمالية. ويتقاسم الشين فين السلطة اليوم مع حزب "الاتحاد الديموقراطي" الموالي لبريطانيا في الحكومة في بلفاست، كما لديه نواب في البرلمان الايرلندي في دبلين. واعتبرت نائبة رئيس الحزب ماري لو مكدونالد، ان اعتقال ادامز له "دوافع سياسية"، وخصوصاً انه ياتي قبل ثلاثة اسابيع من الانتخابات البرلمانية المحلية والاوروبية. وقامت ميليشيات جمهورية شبه عسكرية بخطف ماكونفيل (37 عاماً) وهي أم لعشرة اطفال، من شقتها في غرب بلفاست وقتلها بالرصاص، لاعتقادها الخاطئ انها سربت معلومات الى الجيش البريطاني. وفي عام 1999 اقر الجيش الجمهوري الايرلندي بقتلها، وعثر على رفاتها على شاطئ في كاونتي لوث بعد اربع سنوات. وقال ميشال ابن ماكونفيل والذي كان يبلغ من العمر 11 عاماً حين قتلت والدته، انه "مسرور باداء الشرطة لواجبها". واعترف في حديث الى شبكة "بي بي سي" انه يرفض الادلاء باسماء الاشخاص الذين خطفوا والدته لانه لا يزال يخشى الانتقام. واوضح انه "اذا قلت للشرطة اي شيء فان فرداً من عائلتي او احد ابنائي قد يتعرض لاطلاق نار من قبل هؤلاء الاشخاص". ولم تثبت ادانة اي شخص في قتل ماكونفيل، لكن القيادي السابق في الجيش الجمهوري الايرلندي ايفور بيل (77 عاما) اتهم الشهر الماضي بالمساعدة والتحريض. وحققت الشرطة ايضا مع خمسة اشخاص آخرين بالاضافة الى ادامز. ويعتمد المحققون على ادلة حصل عليها باحثون في جامعة بوسطن في الولاياتالمتحدة اجروا مقابلات مع عدد من عناصر الميليشيات الجمهورية. وكان القيادي السابق في الجيش الجمهوري الايرلندي بريندان هوغس وخبير المتفجرات ديلورز برايس، اتهما ادامز بالتورط في قتل ماكونفيل. ويقول ادامز، الذي يقود الشين فين منذ 1983، انه لم يكن يوماً عضوا رسميا في الجيش الجمهوري الايرلندي، ولكنه قام بدور رئيسي في انهاء النزاع المسلح. ويبقى آدامز بالنسبة لكثير من البريطانيين شخصية مثيرة للجدل، الا انه يحظى بالاحترام بسبب دوره في التوصل الى اتفاق السلام في 1998 واقناع الجيش الجمهوري الايرلندي بنبذ العنف في 2005