استطاعت السيدة “نجاة الدريوش”، المرشحة، الإسبانية الجنسية ومغربية الأصل حيث تنحدر من مدينة أصيلة، من الظفر بمقعد في البرلمان الكتالوني خلال الاستحقاق الانتخابي الأخير الذي دعت إليه حكومة مدريد بشكل مبكر، على خلفية تصويت البرلمان المحلي لإقليم كتالونيا لصالح قرار إعلان جمهورية مستقلة، لتكون بذلك أول نائبة برلمانية مسلمة تلج باب الهيئة التشريعية الكتالونية، في ظل أسوأ أزمة سياسية تشهدها إسبانيا منذ الانتقال الديمقراطي. وحسب ما أوردته صحيفة "Okdiario" الإسبانية فإن المغربية نجاة، البالغة من العمر 36 عاما، المرشحة عن حزب اليسار الجمهوري الكتالوني، أحد التنظيمات السياسية المطالبة بالانفصال، كانت تعمل مستشارة في المجال التقني داخل بلدية "إل ماسنو" التابعة ترابيا لمحافظة برشلونة، شمال إسبانيا، مشيرة في السياق ذاته إلى أنها "قررت أخيرا الالتحاق بحزب القيادية مارتا روبيرا بعد سنوات من النضال السياسي". وأضاف المنبر الإعلامي ذاته أن المرشحة دخلت غمار المنافسة الانتخابية عقب لجوء الحكومة الإسبانية إلى تفعيل البند 155 من الدستور، الذي ينص على تعليق الحكم الذاتي للأقاليم التي تتحدى القوانين التشريعية للبلاد، موضحا أن "الظلم الذي تمارسه السلطات المركزية على ساكنة إقليم كتالونيا والقمع غير المعقول الذي لم تشهده إسبانيا منذ تاريخ الانتقال الديمقراطي وراء مشاركة المغربية نجاة"، وفق تعبيره. وقالت دريوش، في مقابلة صحافية خصت بها صحيفة "LaVanguardia" الإسبانية، إنها تسعى إلى محاربة التمييز العنصري الذي يشعر به المهاجرون، خصوصا في سوق الشغل، مؤكدة أنها لا تريد تمثيل الأقلية المسلمة فقط، وإنما ستحاول إيجاد حلول لقضايا ذات طابع سياسي واجتماعي واجهتها خلال مدة 17 عاما من مسارها المهني، قبل أن تقرر دخول عالم السياسية لشن تغيير من داخل المؤسسات. وفي تعليقها على ارتدائها للحجاب، قالت المتحدثة ذاتها إن "هذه القطعة من القماش لا تغطي الذكاء ولا طريقة تفكير الشخص الذي يضعها فوق رأسه، فهي فقط طريقة لباس يتم اختيارها بشكل حر"، متسائلة في المنحى ذاته "عن حق الأفراد في التعبد بالطريقة التي يريدونها ما داموا لا يلحقون أي ضرر بأناس آخرين"، في وقت طالب العديد من ممثلي الجاليات المسلمة بإسبانيا النائبة المغربية بالالتزام بوعودها. وفي هذا الصدد، سارع ساقيب طاهر، رئيس الجالية الباكستانية بإسبانيا، من خلال حائط صفحته على موقع "فيسبوك"، إلى تهنئة النائبة المغربية بالبرلمان الكتالوني، مطالبا إياها ب"العمل على توفير الطعام الحلال للتلاميذ المسلمين وتدريس الدين الإسلامي بمختلف المؤسسات التعليمية، إضافة إلى توفير مقابر خاصة بدفن موتى المسلمين، لاسيما أنها سوف تمثل ما يزيد عن 600 ألف مسلم يقيمون بالإقليم".