عبر نشطاء من "شباب مبادرة حفل الكرامة" عن شجبهم وإدانتهم للتدخل العنيف للقوات العمومية في حقهم، أمس الأربعاء أمام البرلمان، ومنعهم من تنظيم نظموا شكلهم الاحتجاجي قصد التعبير عن رفضهم لطقوس البيعة ومطالبتهم بإلغائها باعتبارها "حاطّة من الكرامة، والتي نبذتها حتّى بعض الأنظمة الغارقة في البداوة بالشرق الأوسط". في إشارة إلى قرار العاهل السعودي إلغاء تقاليد تقبيل يده.
وأعتبر الشباب، في ندوة صحفية عقدوها اليوم الخميس 23 غشت 2012 بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بالرباط، أن مظاهر العنف التي ووجهت بها وقفتهم الاحتجاجية هو تعبير عن بعض مظاهر التناقض الذي يطبع سلوك النظام المغربي حيث أنه يعبر أنه مع "الديمقراطية والحداثة وفي الآن ذاته يتشبثون بمظاهر العبودية والإذعان لسلطة مطلقة" كما جاء في كلمة أحد المتدخلين.
وأعلن المتدخلون عن تضامنهم مع"الصحفي عمر بروكسي ضد ما تعرض له من تنكيل وعدم احترام لمهنته النبيلة"، معتبرين بلاغ وزارة الداخلية، الصادر اليوم بشأن هذا الاعتداء، مهادنة لوكالة الأنباء الفرنسية التي ينتمي إليها الصحافي المعنّف، فضلا عن شرعنته للعنف حيث أكد أن "بروكسي لم يكن يحمل أية شارة من شأنها المساعدة على تمييزه عن باقي الأشخاص المعتصمين"، وهو ما رأى فيه "شباب مبادرة حفل الكرامة" شرعنة لتعنيف كل المواطنين باستثناء الصحافيين.
ولم يسلم مصطفى الخلفي، وزير الاتصال النّاطق الرسمي باسم الحكومة، من سهام شباب المبادرة، حيث انتقدوا تصرّفه المتمثل في اعتذاره لوكالة الأنباء الفرنسية عن التعنيف الذي طال صحفيَّها، مستثنيا بذلك باقي الصحفيّين المغاربة ومنابرهم، وكأنهم من درجة ثانية لا قيمة لهم.
وألقى شباب "مبادرة حفل الولاء للحرية والكرامة"، أمام الصحفيين والحضور، نص البيان الذي أصدروه اليوم، حيث عبروا عن استغرابهم من "الممارسات المخزنية من قمع وسب للمتظاهرين وسلبهم حاجياتهم كمصادرة حقيبة الناشط الحقوقي يونس الدراز.."
وأعلن الشباب، من خلال ذات البيان، رفضهم "لطقس حفل البيعة المخزني المحط للكرامة الانسانية والمسيء لصورة البلاد والضارب عرض الحائط لثقافة المواطنة المبنية على المشاركة في الفعل السياسي وليس التبعية التقليدانية للحاكم"، على حد قول الشباب.
وفي الأخير دعوا "كل التنظيمات الديمقراطية والنخب السياسية والثقافية، و الشعب المغربي كافة، المساهمة في الدعوة والوقوف لإلغاء هذه الطقوس البدائيّة التي لا تخدم مصلحة الوطن". يقول نصّ البيان.
وأكد المتدخلون أنهم بصدد توقيع عريضة في هذا الشأن وقد استطاعوا الحصول على مساندة مجموعة من الشخصيات وتوقيعات بعض الفعاليات الحقوقية والثقافية والحزبية، من بينهم برلماني العدالة والتنمية إدريس افتاتي وأخيه في الحزب عبد العالي حامي الدين والعالم وأستاذ علم أصول الفقه ومقاصد الشريعة احمد الريسوني...
وكانت القوات العمومية المغربية تدخلت بقوة لتفريق وقفة احتجاجية نظمها أعضاء من حركة 20 فبراير أمام البرلمان،أمس الربعاء 22 غشت 2012، وذلك احتجاجا على "طقوس حفل البيعة والولاء" الذي يقام كل عام بمناسبة عيد العرش الذي يوافق 30 يوليوز من كل سنة. وهو الاحتجاج الذي جاء تلبية للدعوة التي أطلقها نشطاء من حركة 20 فبراير عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك لإقامة ما أسموه "حفل الولاء للحرية والكرامة"، احتجاجا على "حركة الركوع خلال حفل الولاء للملك".