عمد حميد شباط في تقديم "العقد البرنامج"، الذي يخوض على هديه حملته من اجل الظفر بمركز الأمين العام لحزب الاستقلال، إلى استغلال كل الوسائل والأسلحة التي من شأنها أن تعينه في معركته ضد غريمه عبد الواحد الفاسي.
واستطاع شباط أن يستقطب بعض الوجوه الشبابية والنسائية وممثلي الحزب بالأقاليم الصحراوية بالإضافة إلى بعض الوجوه البارزة في الحزب كالوزير السابق عادل الدويري..
إلا أن ما أثار انتباهنا في هذا اللقاء هو إقدام شباط على توزيع "كتابه الوردي" باللغة العربية مع ترجمة إلى إحدى التلاوين اللهجية للغة الامازيغية دون اللهجات الأخرى، واعتبار ذلك ترجمة إلى اللغة الامازيغية، وهي الترجمة التي تفصح عن قمة الاستغلال الانتخابوي للامازيغية والذي لازم أغلب الأحزاب السياسية بالمغرب بما في ذلك حزب الاستقلال.
ليس لأي احد الحق في معارضة شباط أو مؤاخذته على اعتماد الترجمة الامازيغية لبرنامجه، ما دامت الامازيغية شأنا وطنيا و خاصة بعد الاعتراف الدستوري باللغة الامازيغية كلغة رسمية للمغرب إلى جانب العربية. إلا أن طريقة توظيفها في حملة شباط تثير كثيرا من الشكوك حول حسن طويّة هذا الأخير، ومعه التيار الذي يمثله، تجاه الحقوق اللغوية والثقافية الأمازيغية.
التوظيف السياسوي للامازيغية في هذا اللقاء يتضح من خلال تقديم الترجمة على أنها باللغة الامازيغية في حين أنها لا تعدو كونها ترجمة إلى احد تعابيرها (السوسية)، مع الخلط بين اللغة وخط كتابتها "تيفناغ" حيث وردت في الصفحة الأولى، المترجمة من "الكتاب الوردي" لشباط، عبارة "العقد البرنامج باللغة الامازيغية(تيفيناغ) للأخ حميد شباط المرشح للأمانة العامة لحزب الاستقلال" وهو ما يؤكد أن هناك من لايزال يخلط بين اللغة وحرف كتابتها، وقد تبدى ذلك جليا أثناء الحملة الانتخابية لبعض الأحزاب التي عمدت إلى كتابة أسمائها بالعربية ولكن بحرف تيفيناغ وهو جهل مقرون بالاستغلال الانتهازي للامازيغية في حملاتها لاستقطاب الأصوات الامازيغية.
كما أن العقد البرنامج الذي تقدم به شباط ملئ بالأخطاء إن على مستوى الكتابة بتيفيناغ أو على مستوى ترجمة بعض التعابير والكلمات وسقوط بعضها حتى ولا أدلّ على ذلك غلاف الوثيقة الذي كتب عليه "تحت شعار: التغيير"، وهي العبارة التي ترجمت ب"دّو تماتارت" وهو ما يوازي "اذهب بالامازيغية" في حين أن الصحيح هو "دّاو" أي "تحت "، في حين سقطت فيه عبارة "التغيير" بالكامل..
قاعة اللقاء انعدمت فيها اللافتات المكتوبة بالامازيغية في مقابل الحضور الحصري للكتابة بالعربية وهو دليل آخر على غياب القناعة المبدئية بشرعية الحقوق الامازيغية لدى تيار شباط...
هو غيض من فيض الأخطاء التي تفصح عن أن الامازيغية في حملة شباط لا تعدو أن تكون تاثيتا لهذه الحملة لاستقطاب الاصوات الامازيغية والمتعاطفين من داخل الحزب مع هذه القضية وهو لا يختلف في ذلك عن غريمه عبد الواحد الفاسي الذي ينكر على الامازيغتة حقها في الوجود ويرفض رفضا باتا ترسيمها سيرا على هدْي أسلافه الذين كانت لهم اليد الطولى في الوصول إلى ما نحن فيه من أزمة على مستوى اللغوي والهوياتي..
وكان حميد شباط قد دعا أنصاره إلى وجبة فطور، أمس الأحد 12 غشت 2012، بالدار البيضاء معقل غريمه عبد الواحد الفاسي، الذي نظم في وقت سابق حفل إفطار باذخ على شرف أتباعه، في بيت أحد أثرياء الحزب، الذي يملك رخص صيد في أعالي البحار.
وفي محاولة منه ل"تقطير الشمع"، حسب التعبير المغربي، لنجل علال الفاسي قال زعيم المركزية النقابة لحزب الاستقلال، أن وجبة الفطور، التي نظمها امس، ليس فيها "السومو" وما جاوره بل هي مغربية تقليدية، في تلميح لما تخلل وجبة الفاسي من أنواع الأطباق و"الشهيوات" التي لا يستطيع إليها سبيلا إلا عليّة القوم..