حل الربيع و لا ربيع لا خضرة في الأرض ولا ماء لا ورد مفتح و لا زهر يينع لا طير يطير و لا حيوان يرتع لا عصفور ترى و لا زقزقة تسمع... كدرة صاعدة من الترى و على القلب تطبع، فلا بهجة ولا سرور، ولا ألفة ولا حبور، و كل البلايا هنا تتدافع... حل الربيع ولا ربيع الأرض لطختها دماء حمراء، رماد خلفته ألسنة النار المتصاعدة إلى السماء، سماء سوداء، و أرض حمراء، و بينهما ألسنة زرقاء تلتهم اليابسة و الخضراء وتترك الأرض جرداء... و الناس من الحزن بكماء... حل الربيع ولا ربيع و الناس في كل اتجاه تضيع، و لا أحد يعرف هل سينجو أم في الطريق هو الصريع، أشلاء متناثرة هنا و هناك: هنا يد مبتورة و هناك رجل مقطوعة وغير بعيد ذراع... أجساد بشرية مشوهة تحكي ما اقترفه بشر سباع ! حل الربيع ولا ربيع شعوب بالنار تباد وأخرى على الفرجة ترتاد تنتظر مجالس الحكماء تجمع متى طاب لها فالحكيم لا يتسرع ! فلا مجالس تجمع ولا قرار حوله يجمع... فليس من رأى كمن يسمع وليسا معا كمن للقتل يتجرع حل الربيع وأي ربيع هذا الذي تموت فيه الحياة، والموت فيه يحيى ويرتع ؟ هو إعصار مدمر وقد تكون للإعصار عواقب تنفع .