لا أرَ في أفق العْين، ولا في مشارف روحي ، أثرًا لنجمةِ صُبح، أوْ قمر ساهر في الدجى يغسل آلامَ البشر، برذاذ نور، وسكينة ْ. ها هنا، محض ديجور ٍ يصبغُ اللوْحة بنجيع الأبرياءِ ورميم هوى منقوع بمضغة لحم ٍ، وشفاه خرساء، تعضُّ على سِرّ، لا يُذاعْ. والغيمُ وحيدا بعقر السماء ِ، تزيّى بإكليل رماد ٍ لم ُيتوجْ على رؤوس الأشهادِ. وأنا، وحدي ، أستجدي مطراً، بذاكرتي ربما يرْوي، ما جَفَّ من إحساس ٍ، على هذه الأرض ِ، يكشفُ ما غاض من نبض ٍ في سويداء القلب ِِ. وحدي.. أمشي في زحام الهواجس مخفورا بكتيبة آلام. الأمامُ الفارغ يدعوني ضوءَ غدٍ، يجلو، حُلكة أوطاني. الأمام الفارغُ يعشقني، أفقا، لِسلام الناس ِ. الأمامُ .. يكِرّ وراءً، وُيمعنُ في الإظلام، متى' أدفعُ بالتي هي حبٌ وأرغبُ في صَحوة الحرف ِ ينضو عُجمة الأحلامْ . يا أمامَ الأرض ِ، وشيكا، تجَل، وكنْ، سكناً للروح ِ، وشريكاً لا يهونْ. كنْ سماءً، بمصابيح نجوم ، تهْديٍ وحشة الأيام ِ، إلى ُمستقر سَلام ْ. فالوراء، يباغتنا قُبُلا يفرش اليبابَ، ويرمي لهبا ً يرْدي زهرة هذي الحياهْ .
لا أرَ من أثرٍ يدل هيامَ الروح ِ، إلى كنفِ الحبّ، ِ ولا من شجرٍ ، لأغالط َقفرَ أيامي . أنشرُ فيْءَ أمن ٍ، بعيدا عما تكشر من أنياب الرعبِ، بوجه البراءة، والطهر، بعيدا عن بشر يتشظى' على باب قلبي طوفان دم ٍ ونثارَ لحم وشواظ نار، شوى بهجة العُُمر ِ.
أوقفُ صَحبي بين مُفترق اليأس ِ وحُبّ دارس ِ إذ خلت ِ الروحُ من زقزقة العُصفور ِ ونكهة ٍ من حبورٍ تسرِّي عن النفس ِ، أواربُ صُبحا ً، أخشى عليه ِ من الليل الكاتم للشدو، أحاذر حين أحرر ضوءَ قلبي، تشابُ سماءُ الربِّ بأوجاع غيم ٍ ثخين ِ العُقم ِ
يترصدني، الآن رعبُ الزمان ِ، كأنْ لا وقت، لوقتي، إذا أخطو، في صلة ٍ تزرع بُستانَ حنان ٍ، بموسم جدْب، مريعْ. لا سماء، تبيدُ بأزر قها أوشالَ رمادٍ، وتبسط شمسَ أمان ٍ، تدفئُ روحَ المكانْ . وكأني، لستُ أنا ، بفم عذبٍ في خراب الوجدان ِ... ولا وحدي ولا بعضي، اكتسحتني عُزلتي ، ضاقتْ بي ، صحراءُ، لا تْرسو على زهر ٍ، لا تفضي إلى عنوان ٍ، جدير ٍببراءتي من دم الأحلامْ . محمد شاكر