يعرف حزب العدالة والتنمية "تسونامي" من الاستقالات الفردية والجماعية، حيث اختار بعض المنتخبين مغادرة سفينة الحزب والالتحاق بأحزاب أخرى، وعلى رأسها حزب التجمع الوطني للأحرار، وذلك على بعد أشهر قليلة عن الموعد الذي حددته وزارة الداخلية لإجراء الاستحقاقات الانتخابية التشريعية والجهوية والجماعية. فبعد الزلزال، الذي ضرب الحزب بمراكش، في ظل الحديث عن التحاق منتخبين على رأسهم البرلماني ونائب عمدة المدينة، يونس بنسليمان، بحزب "الحمامة"، حيث أكد هذا الأخير في تصريحات صحفية أنه لن يترشح باسم حزب العدالة والتنمية في الانتخابات المقبلة، اهتز الحزب الحاكم بمدينة تمارة على وقع هجرة جماعية لمستشارين بالمجلس الجماعي نحو التجمع الوطني للأحرار، وذلك بعد تقديم استقالتهم من مهامهم الحزبية.
وأكدت مصادر مطلعة، أن مجموعة من المستشارين الغاضبين عن طريقة تدبير المجلس من طرف البرلماني والقيادي، موح الرجدالي، قرروا شد الرحال نحو حزب «الحمامة»، وعلى رأسهم البرلمانية السابقة، اعتماد الزاهيدي، التي قدمت استقالتها بشكل نهائي من حزب العدالة والتنمية، وقدمت خلال الأسبوع الماضي، استقالتها من مجلس جماعة تمارة.
وتفيد ذات المصادر، حسب جريدة الأخبار التي أوردت الخبر اليوم، بأن ترتيبات نهائية قد اتفق عليها لهجرة جماعية نحو حزب التجمع الوطني للأحرار، خاصة أن الحزب يعيش غليانا داخليا غير مسبوق.
ولا يزال نزيف الاستقالات متواصلا داخل حزب العدالة والتنمية، بعدما قرر أحد المقربين من بنكيران مغادرة صفوفه، ويتعلق الأمر بأحمد الريمي، أحد مؤسسي حزب العدالة والتنمية والمقربين من عبد الإله بنكيران، والذي يشغل مهمة نائب رئيس اللجنة الثقافية الرياضية بمقاطعة حسان، إلى جانب نادية الوالي، النائبة الخامسة لرئيسة المقاطعة.
موجة الاستقالات هذه، قالت مصادر مقربة من مستشاري الحزب بأنها "لن تقف عند هذا الحد بعد استقالة أربعة أعضاء بارزين في مقاطعة حسان، بل من المنتظر أن تتمدد إلى باقي المقاطعات في ظل تنامي موجة السخط الواسعة داخل الحزب على تدبير شؤون المقاطعات والمدينة".
واستقال أزيد من 20 منخرطا وعضوا من حزب العدالة والتنمية بمدينة إنزكان، من المنخرطين الوازنين في الحزب وأعضاء نشيطين في أذرعه الدعوية والنقابية والجمعوية وأعضاء في المجلس الجماعي لمدينة إنزكان، وذلك لأسباب ولاعتبارات محلية ووطنية، حيث عبر هؤلاء المنسحبون عن فصل العلاقة والارتباط بينهم وبين حزب «المصباح» في الاستقالة الجماعية الموجهة إلى الكاتب الإقليمي لحزب العدالة والتنمية بإنزكان أيت ملول. وأعلن الأعضاء في رسالة استقالتهم مرفقة بأسمائهم وتوقيعاتهم وأرقام بطائقهم الوطنية، فك الارتباط السياسي والإيديولوجي مع حزب العدالة والتنمية، فيما تحدثت مصادر محلية عن هجرة جماعية نحو حزب آخر.
وأعلنت وفاء بن عبد القادر، المستشارة بمجلس جهة طنجةتطوانالحسيمة، تقديم استقالتها من صفوف حزب العدالة والتنمية، ولم تكشف هذه المستشارة عن الأسباب التي دفعتها إلى مغادرة الحزب، لكن مصادر قيادية بالحزب على مستوى مدينة طنجة أكدت وجود خلافات وصراعات قوية داخل الأجهزة التنظيمية المحلية والجهوية، وأوضحت أن المستشارة الجهوية كانت لها خلافات قديمة مع عدد من مسؤولي الحزب، سيما الكاتب الجهوي للحزب وعمدة المدينة، البشير العبدلاوي. وأفادت المصادر بأن هذه الاستقالة ستكون خسارة كبيرة للحزب على المستوى الجهوي، مشيرة إلى أن هذه المستشارة تترأس جمعية «كرامة لتنمية المرأة»، وهي من أكبر الجمعيات النسائية على مستوى الجهة، وتشكل خزانا انتخابيا للحزب محليا وجهويا. وتأتي هذه الاستقالة أسبوعا بعد استقالة الناشطة يسرى الميموني، التي كشفت بدورها وجود صراعات داخل الحزب قد تؤدي إلى حدوث انشقاق في صفوفه.
وبمدينة فاس، قرر أعضاء من «البيجيدي» الالتحاق جماعيا بحزب التجمع الوطني للأحرار، واحتضن المقر الجهوي لحزب التجمع الوطني للأحرار بفاس، خلال الأسبوع الماضي، اجتماعا مع الصناع التقليديين ترأسه المنسق الإقليمي للحزب، النائب البرلماني، رشيد الفايق، خصص لاستقبال وافدين جدد على حزب «الحمامة»، ضمنهم أعضاء من حزب العدالة والتنمية، وقبله عقد اجتماع آخر عرف حضور أعضاء بارزين من الحزب يتقدمهم المستشار الجماعي والقيادي المحلي بالحزب، محمد الجموسي، الذي أعلن استقالته من مجلس مدينة فاس ومن مجلس مقاطعة سايس. وكشفت المصادر أن الفايق يقود مفاوضات مع مجوعة أخرى من منتخبي «البيجيدي» على مستوى مقاطعات المدينة لترتيب التحاقهم بحزب «الحمامة». وأكد مصدر قيادي بحزب التجمع الوطني للأحرار، أن هناك عددا كبيرا من منتخبي حزب العدالة والتنمية عبروا عن رغبتهم في الالتحاق بحزب «الحمامة» بالعديد من مناطق المغرب.