كشفت دراسة حديثة أن السمنة تزيد احتمال الوفاة بما يقارب 50 في المئة وسط مرضى "كوفيد 19" الذين يعانون السمنة، كما أن اللقاح المرتقب قد يكون أقل نجاعة في حمايتهم من الإصابة بفيروس كورونا المستجد. وبحسب صحيفة "غادريان" البريطانية، فإن الباحث الذي أشرف على هذه الدراسة وصف النتائج ب"المرعبة"، نظرا إلى الخطر الكبير المحدق بمصابي كورونا الذين يعانون البدانة. وجرت الدراسة في إطار تعاون بين جامعة "نورث كارولينا" ومجلس الصحة السعودي والبنك الدولي. ومن المعروف أن البدانة تزيد عرضة الإصابة بعدد من الاضطرابات الصحية مثل القلب والسكري والسرطان، إضافة إلى خفض أمد الحياة لدى الأشخاص. وحددت الدراسة معيارا دقيقا للبدانة وهو تجاوز مؤشر كتلة الجسم لحاجز 30، فتبين أنهم أكثر عرضة لخطورة الجائحة. وأشارت النتائج أن احتمال دخول المصابين الذين يعانون البدانة إلى المستشفى بعد الإصابة بفيروس كورونا، أعلى ب113 في المئة مقارنة بالغير، كما أنهم أكثر عرضة لدخول قسم العناية المركزة ب74 في المئة. ولا تقف الأمور عند هذا الحد، فمرضى "كوفيد-19" الذين يشكون السمنة، أكثر عرضة للوفاة من جراء مضاعفات المرض ب48 مقارنة بالأشخاص الذين يتمتعون بوزن صحي. وقال الباحث المختص في علم التغذية بجامعة نورث كارولينا، إن هذه الأرقام كبيرة جدا وتبعث على القلق، لأن من يعانون البدانة معرضون بشكل مخيف لمضاعفات المرض. وتأتي هذه الدراسة فيما تتواصل مساعي عدد من الدول مثل الصين وفرنسا وإيطاليا والولايات المتحدة إلى مكافحة السمنة، نظرا إلى تبعاتها الصحية المقلقة. وتركز الجهود على التوعية بشأن العادات الغذائية المضرة والإقبال الكبير على الوجبات السريعة، فضلا عن التشجيع على ممارسة الرياضة باعتبارها نشاطا ضروريا للمحافظة على اللياقة. وفي بريطانيا، تم تقديم مبادرة إعلامية من أجل تأجيل إعلانات الوجبات السريعة إلى ساعات متقدمة من الليل، أي بعد نوم الأطفال، حتى لا يشاهدوها ويتحمسوا لاستهلاكها، لكن هذا الإجراء لن يكفي لوحده، بحسب منتقدين.