انطلق صباح اليوم بالرباط الاجتماع التشاوري لإعطاء نفس جديد للقطاع السياحي الذي تضرر أكثر من غيره من تداعيات جائحة فيروس كورونا المستجد، وذلك تحت إشراف كل من وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت وخالد ايت الطالب وزير الصحة، وفتاح العلوي، وزيرة السياحة، حيث أكد لفتيت على أن المواطنين مدعوين إلى إنعاش السياحة الداخلية في إطار إعادة تدوير عجلة الاقتصاد الوطني المتضرر من الجائحة. وقال لفتيت، أمام ولاة وعمال الأقاليم وأرباب الفنادق، المجتمعين في لقاء تشاوري بالرباط صباح اليوم 10 يوليوز، إن المرحلة الثانية من تدابير تخفيف الحجر الصحي تقتضي إنعاش السياحة الداخلية، وأن أرباب الفنادق بتنسيق مع السلطات المحلية والصحية عليهم تنظيم عملية الإيواء والإطعام وفق بروتوكول صحي، وبطاقة استعابية لا يتجاوز 50 في المائة، مع مراعاة الاحترازات المتعارف عليها كالتباعد الجسدي وتعقيم امتعة السياح والغرف.
وحث وزير الداخلية مهنيي القطاع على إخضاع مستخدميهم للتحاليل المخبرية للكشف عن فيروس كورونا، تجنبا لتحويل هذه الأماكن إلى بؤر سياحية، قد تسيء إلى سمعة البلاد في هذا المجال، خاصة وأن المغرب أعلن يوم 8 يوليوز السماح للمغاربة المقيمين بالخارج والأجانب الذين يرغبون في زيارة المغرب الدخول إلى التراب الوطني انطلاقا من 15 يوليوز الجاري. وأوضح لفتيت أن الاجتماع يندرج في إطار العناية المولوية التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس لقطاع السياحة وضرورة النهوض به بعد هذه الجائحة التي ضربت العالم باسره، ولم تستن المغرب، وكانت وراء إغلاق 90 في المائة من الوحدات الفندقية والسياحية في البلاد، وهو ما تسبب في خسائر تقدر بالملايير. وثمن لفتيت مجهودات أرباب الفنادق الذين انخرطوا في مبادرة إيواء مسؤولي السلطة والأطقم الطبية ومرضى كوفيد 19، اذ أبانوا عن وطنية كبيرة في التعامل مع الجائحة، التي ستتطلب أمدا طويلا للتعافي والخروج من أزمتها وتداعياتها. من جهتهم، طالب أرباب الفنادق الذين حضروا من جميع المدن والقرى السياحية هذا الاجتماع الهام بإجراءات عاجلة لإنقاذ القطاع من الإفلاس بعد الجائحة، مع إعفاءات ضريبية والاستفادة من دعم صندوق الجائحة الى نهاية السنة الجارية، ريما ينتعش القطاع، مع مراجعة الفواتير الخاصة بالماء والكهرباء والتي تراكمت على الوحدات الفندقية التي أغلقت منذ بداية الجائحة في مارس الماضي وطيلة تدابير الحجر الصحي. من جهته، أكد وزير الصحة، خالد ايت الطالب، على إلزامية وضع الكمامة والتعقيم داخل الوحدات الفندقية، لأن المغرب ليس في مأمن من عودة شرسة للفيروس، رغم أن الحالة الوبائية مستقرة بفضل مجهودات الجميع.