عززت الولاياتالمتحدة مجددا وجودها العسكري في الشرق الأوسط ودعت العالم إلى "عدم الخضوع للابتزاز النووي" الإيراني، ونشرت صورا جديدة قالت إنها تدين طهران في الهجوم على ناقلتيْ نفط في خليج عمان، في وقت حذّرت الصين من عواقب الانتشار العسكري الأميركي. وقال وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان إن "الهجمات الإيرانية الأخيرة تؤكّد صحّة المعلومات الاستخبارية ذات المصداقية والموثوق بها التي تلقّيناها بشأن السلوك العدائي للقوات الإيرانية".
لكن الوزير الأميركي شدّد على أنّ "الولاياتالمتحدة لا تسعى للدخول في نزاع مع إيران". وقال شاناهان: "سمحت بإرسال ألف جندي إضافي لأهداف دفاعية من أجل التصدي للتهديدات الجوية والبحرية والبرية في الشرق الأوسط"، مؤكدا أن الولاياتالمتحدة "ستواصل مراقبة الوضع بدقة" من أجل "تعديل حجم القوات" إذا اقتضى الأمر.
وأكد أنه وافق على إرسال هؤلاء الجنود، بناء على طلب القيادة المركزية الأميركية(سنتكوم) الحصول على تعزيزات وبالاتّفاق مع رئيس الأركان وبعد التشاور مع البيت الأبيض.
وجاء إعلان شاناهان، بعيد نشر وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وثائق جديدة تتهم إيران بمهاجمة ناقلتي النفط النرويجية واليابانية في خليج عمان.
ويظهر في إحدى عشرة صورة جديدة التقطتها مروحية "سيهوك" تابعة للبحرية الأميركية ونشرها البنتاغون، جسم معدني دائري يبلغ قطره حوالي ثمانية سنتمترات وهو ملتصق بجسم ناقلة النفط اليابانية "كوكوكا كوريجيوس".
وقالت وزارة الدفاع إنّ هذا الجسم هو أحد المغناطيسات التي استخدمت لتثبيت لغم لم ينفجر. وتؤكّد واشنطن أنّ الإيرانيين ثبّتوا هذا اللغم على السفينة، ثم سارعوا إلى نزعه بعد الهجوم.
وفي صورة أخرى، بدت الفجوة التي خلّفها على جسم الناقلة نفسها لغم آخر انفجر. ووفقاً للبنتاغون، فإنّ قطر الفجوة يزيد عن متر.
وقال البنتاغون في بيان إنّ "إيران مسؤولة عن هذا الهجوم، كما تثبت ذلك أدلّة الفيديو والموارد والمهارات المطلوبة للقيام بسرعة بإزالة اللغم اللاصق غير المنفجر".
من جهته، تحدث شاناهان عن "السلوك العدائي لإيران وللجماعات التي تدعمها، الذي يهدّد مواطني الولاياتالمتحدة ومصالحها في جميع أنحاء المنطقة".
وقال وزير الدفاع الأميركي بالوكالة في بيانه، إن إرسال ألف جندي إضافي يرمي إلى "ضمان أمن وسلامة جنودنا المنتشرين في المنطقة وحماية مصالحنا القومية".
وكان البنتاغون أرسل في منتصف مايو إلى مياه الخليج سفينة حربية محمّلة بآليات، لا سيّما مركبات برمائية، وبطارية صواريخ باتريوت، لتضاف إلى مجموعة بحرية ضاربة، على رأسها حاملة طائرات، كانت الولاياتالمتحدة أرسلتها إلى المنطقة للتصدّي لخطر هجمات إيرانية "وشيكة".
وفي نهاية مايو، أعلنت الولاياتالمتحدة نشر 1500 جندي إضافي في الشرق الأوسط، مشيرة إلى "تهديدات مستمرة" من طهران ضدّ القوات الأميركية.
وقبيل إعلان شاناهان، دعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية مورغان أورتاغوس، الإثنين، العالم إلى "عدم الخضوع للابتزاز النووي" الإيراني. وأضافت: "نواصل دعوة النظام الإيراني للامتثال لالتزاماته تجاه المجتمع الدولي".
وكانت طهران أعلنت، امس الإثنين، أن احتياطياتها من اليورانيوم المخصب ستتجاوز في 27 يونيو الحد المنصوص عليه في الاتفاق الموقع عام 2015.
وقالت أورتاغوس "إنه أمر مؤسف"، لكنه "لا يفاجئ أحدا. لهذا السبب، غالبا ما يقول الرئيس إنه يجب استبداله باتفاق جديد أفضل".
وردا على سؤال عما إذا كانت الولاياتالمتحدة تطلب من إيران احترام الاتفاق رغم انسحاب واشنطن منه، أجابت: "قلنا بوضوح شديد إننا لن نتسامح مع حصول إيران على سلاح نووي. نقطة على السطر"، وأكدت: "سنمارس أقصى ضغوط على أي خطوة تسمح لهم بامتلاك سلاح نووي".
تحذير صيني إلى ذلك، حذّرت الصين من إعلان الولاياتالمتحدة نشر ألف جندي إضافي في المنطقة، داعية في المقابل طهران إلى عدم التخلي "بهذه السهولة" عن الاتفاق النووي المبرم في 2015.
وقال وزير الخارجية الصيني وانغ يي للصحافيين في بكين، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية النظام السوري وليد المعلم الذي يزور البلاد: "ندعو جميع الأطراف إلى التزام العقلانية وضبط النفس وعدم اتّخاذ أي خطوات من شأنها أن تتسبب بتصاعد حدة التوتر في المنطقة وعدم فتح "صندوق باندورا""، أي إطلاق الشرور في الشرق الأوسط.
وأضاف: "على الولاياتالمتحدة تحديداً التوقف عن ممارسة أقصى درجات الضغط". وحث وانغ إيران على "اتّخاذ قرارات حكيمة" و"عدم التخلي بهذه السهولة" عن الاتفاق النووي الذي يضع قيوداً على طموحاتها النووية.
وأفاد وانغ في هذا الصدد بأن "عزم الصين على حماية الاتفاق الشامل لم يتغيّر". وأضاف: "نحن مستعدون للعمل مع جميع الأطراف لمواصلة بذل الجهود من أجل تطبيق كامل وفاعل للاتفاق".