حذر وزير الخارجية الصيني وانغ يي، العالم يوم الثلاثاء من فتح "أبواب الجحيم" في منطقة الشرق الأوسط وندد بالضغوط الأمريكية على إيران داعيا إياها لعدم الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015. وكانت واشنطن قد انسحبت من الاتفاق النووي الإيراني قبل أكثر من عام. وتصاعدت المخاوف من مواجهة بين إيرانوالولاياتالمتحدة منذ الهجوم على ناقلتي نفط في خليج عمان يوم الخميس والذي ألقت واشنطن باللوم فيه على طهران.
ونفت إيران أي دور لها في الهجوم على الناقلتين وقالت يوم الاثنين إنها ستتجاوز حدود كمية اليورانيوم المسموح لها بتخصيبه بموجب الاتفاق الذي يهدف إلى الحد من قدراتها النووية. وأعلن باتريك شاناهان القائم بأعمال وزير الدفاع الأمريكي في اليوم نفسه إرسال نحو ألف جندي أمريكي إضافي إلى الشرق الأوسط لأغراض وصفها بأنها دفاعية متعللا بمخاوف من تهديد إيراني. وفي تصريحات أدلى بها في بكين بعد لقائه بوزير الخارجية السوري وليد المعلم قال وزير الخارجية الصيني إنه ينبغي على الولاياتالمتحدة ألا تستخدم "الضغط المبالغ فيه" عند تسوية الأمور مع إيران. وقال للصحفيين إن الصين "قلقة جدا بالقطع" إزاء الوضع في الخليج ومع إيران ودعا كل الأطراف إلى تهدئة التوتر وتجنب الاشتباك. وأضاف وانغ "ندعو كل الأطراف إلى مواصلة الاحتكام للعقل والتحلي بضبط النفس وعدم الإقدام على أي تصرفات تصعيدية تثير توترات إقليمية وعدم فتح أبواب الجحيم". ومضى قائلا "وبالأخص ينبغي على الجانب الأمريكي تغيير أساليب الضغط المبالغ فيه التي يتبعها". وقال "لا أساس في القانون الدولي لأي سلوك أحادي الجانب. فذلك لن يحل المشكلة بل سيثير أزمة أكبر". وأشار إلى أن الاتفاق النووي مع إيران هو السبيل الناجع الوحيد لحل القضية النووية وحث إيران على التحلي بالحكمة. وقال "نتفهم أن الأطراف المعنية ربما تكون لديها مخاوف مختلفة لكن ينبغي قبل أي شيء تنفيذ الاتفاق النووي الشامل على النحو الصحيح… ونأمل في أن تتوخى إيران الحذر عند صنع القرار وألا تتخلى ببساطة عن هذا الاتفاق". وذكر وانغ أن الصين تأمل في الوقت نفسه أن تحترم الأطراف الأخرى مصالح وحقوق إيران القانونية المشروعة. وترتبط الصين بعلاقات وثيقة مع إيران في مجال الطاقة، وأغضبتها تهديدات وجهتها الولاياتالمتحدة للدول والشركات التي تنتهك العقوبات الأمريكية باستيراد النفط الإيراني بما في ذلك الشركات الصينية. وكان لزاما على الصين السير على خيط رفيع في وقت تعمل فيه على تطوير علاقاتها بالسعودية، خصم إيران في المنطقة وأكبر مورد نفطي لبكين. وزار وزير الخارجية الإيرانيالصين مرتين هذا العام. كما زار ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بكين هذا العام أيضا.