يواصل الشيخ المتطرف عبد الحميد أبو النعيم، نفث سمومه عبر قناته على اليوتوب، وذلك في تحد غاشم للقانون وتواطؤ واضح للاسلاميين الذين يسكتون على أقواله وتصريحاته المكفرة للمغاربة والتي تدخل في إطار الأفعال المعاقب عليها في النصوص التشريعية.. ورغم تحريضه على القتل بشكل صريح، فإنه بقي حرا طليقا ينفت سمومه، ويفرّخ قتلة إرهابيين كإنتاج من منتجات أشباهه من السلفيين المستفيدين من الدعم السعودي مند زمن بعيد..
ويتضح من خلال هذا الشريط، خطورة ما يتفوه به هذا المتطرف، حيث يكفر على الهواء وأمام الملأ ما اسماهم "بالمرتدين الملعونين وهم المهدي بنبركة والجابري والعروي وعصيد واليزمي ولشكر ولكحل"!، وقال إنه كفار مرتدين ليس لهم من الاسلام نصيب"، كذا!
واعتبر المتشدد أن هؤلاء "مثلهم مثل اليهود والنصارى!"، وهو موقف متشدد صريح يخالف القوانين المؤطرة للبلاد ويتنافى مع أخلاق المغاربة وقيم المواطنة ودولة الحق والقانون التي لا تفرق بين المواطنين على أساس دينهم او لغتهم اولونهم او انتماءاتهم...إلخ.
ورغم هذه الأقوال الخطيرة فإن الإسلاميين بمختلف تلاوينهم لم يعبروا عن أي موقف في ما ينفته هذا المعتوه، بل إن أحد المحامين المحسوبين على الإسلاميين، والذي انتدبه هؤلاء للدفاع عن "أبو النعيم"، استنكر "اتهام موكله"، خلال الدعوى المرفوعة ضده من طرف النيابة العامة بعد تكفيره لإدريس لشكر وأحمد عصيد، وهي القضية التي قضت فيها المحكمة بالحبس لمدة شهر مع إيقاف التنفيذ وغرامة مالية قدرها 500٠ درهم في حق الداعية المتطرف!
هكذا إذن يعتبر الاسلاميون ان أقوال وتصريحات الشيخ المتطرف مجرد اتهامات ويستنكرون متابعته أمام القضاء، وهي مواقف وسلوكيات دأبوا عليها وكان آخرها اصطفافه للدفاع عن حامي الدين المتورط في قتل ايت الجيد بنعيسى..
موقف الاسلاميين، يدكرنا بما أقدم عليه حزب العدالة والتنمية، خلال الانتخابات التشريعية الأخيرة، بعد أن اختار حماد القباج، أحد المتطرفين بمدينة مراكش، وذلك أن جلب لإخوان بنكيران آنذاك دعم مدارسه ومدارس أستاذه المغراوي.
وكان اختيار بنكيران للقباج، إبن المدرسة السلفية المسماة علمية التي ينتمي إليها هذا المخلوق القروسطي، للترشح باسم حزبه في دائرة يعشش فيها السلفيون وتفرخ الإرهاب، بمثابة بحث عن تحالف واسع للظلاميين في مواجهة كل من يصفونهم بالعلمانيين.
إن من تستهويهم البطولة في فيلم رديئ ومن يفكرون في ذواتهم المنتفخة بشكل مرضي، لا يرون خطورة ما يمكن أن تؤول إليه البلاد لو تمكنت الجماعات الظلامية من تحقيق ماتصبو إليه، وهو ما ينسحب على خديجة ارياضي وبعض رموز اليسار "المراهق"، الذين يصطفون إلى جانب الاسلاميين المتطرفين ويباركون سلوكاتهم وممارساتهم المتطرفة.
إن المعركة ضد الإرهاب، الذي بدأ ينتشر في مجتمعنا الذي ينخره سوس الظلامية والجهل واليأس والفقر والتهميش، هي معركة وجود وبقاء، وواهم من يظن أنه سيفلت بجلده إذا تمكن الظلاميون لا قدر الله من تنفيذ اجنداتهم الارهابية..
إن المقاربة الأمنية الصرفة في هذه المواجهة لا تكفي، ويجب أن ت تسند بالسياسة والقرار السياسيي كي لاتزيغ عن الطريق، كما يجب أن تدمج في خطة أوسع للتحديث ومحاربة الفوارق والنهوض بتعليم يتجاوب مع متطلبات العصر..
إن هذه الاستراتيجية، التي انخرط فيها المغرب منذ سنوات، تظل ضرورية وفعالة كي لاتفاجأ البلاد بفلول الظلام تكتسح ارضنا، وللوقوفأمامها سدا منيعا كي لا تخرب كل شئ وتسيئ لسمعة البلاد ومصالحها الأساسية..