اعتبر المحلل السياسي المعطي منجب، أن الدولة وقعت في تناقض كبير بعد منع الداعية السلفي حماد القباج من الترشح للانتخابات المقبلة مع حزب العدالة والتنمية، متسائلا في هذا الصدد: "كيف يُمنع سلفي من الترشح والملك صلى خلف سلفي آخر وهو الفزازي". وقال منجب في حوار مصور مع جريدة "العمق المغربي"، ينشر لاحقا، أن الشيخ الفزازي الذي صلى خلفه الملك محمد السادس في صلاة جمعة بمدينة طنجة، أكثر تشددا من الشيخ القباج في قضايا المرأة والحريات، مشيرا إلى أنه يحترم الفزازي وأفكاره. واعتبر المتحدث أن المستهدف من منع القباج من الترشح هو حزب العدالة والتنمية، لافتا إلى أن سلفيين آخرين مرشحين مع أحزاب أخرى هم أكثر "تطرفا" من القباج في قضايا مجتمعية كثيرة ولم يتم منعهم، وفق تعبيره. وأشار إلى أن التلفزة المغربية مررت خطابا لمتشدد يُدعى أبو النعيم هدد بقتل قيادات يسارية وحرض على الكراهية، وهو ما يتنافى مع القانون، بينما الداخلية منعت سلفي معتدل من الترشح. وأضاف المحلل السياسي بالقول: "لا يمكن للقباج أن يكون متطرفا وهو الذي بذل جهد كبيرا في تأليف كتابات حول رائد السلفية الوطنية محمد بن العربي العلوي؟"، لافتا إلى أنه ينتمي للسلفية الوطنية التي أسسها الشيخ العلوي وليس السلفية الجهادية، حسب وصفه. وكان والي جهة مراكش تانسيفت الحوز، عبد الفتاح البجيوي، قد رفض ملف ترشح السلفي حماد القباج باسم حزب العدالة والتنمية برسم الانتخابات التشريعية المقبلة، معللا قراره بكون الأخير "عبر في مناسبات علنية عن مواقف مناهضة للمبادئ الأساسية للديمقراطية، التي يقرها دستور المملكة". ورفع حماد القباج رسالة إلى الملك محمد السادس، طالب من خلالها بجبر "الظلم البين والإهانة العظمى" التي لحقه، مشيرا أنه لو كان كما قال البجيوي فالواجب اعتقاله فورا وإدخاله للسجن.