قال الشيخ محمد الفيزازي، إنه يرفض اعتذار المسمى بوشتى الشارف، المعتقل السابق في قضايا الإرهاب، الذي خرج أمس في حوار مطول مع إحدى المواقع الالكترونية اعترف من خلاله بذنبه وافترائه في قضية تعذيبه وتعنيفه، حينما كان رهن الاعتقال. وطالب الشيخ الفيزازي، في تصريح للموقع بإعادة محاكمة بوشتى الشارف بتهمة الوشاية الكاذبة في حق المغاربة كافة، وفي حق أسرته الصغيرة وأبنائه الستة وزوجته التي عاشت محنة كذبه بكل تفاصيله.
وأوضح الفيزازي، أن اعتذار الشارف غير مقبول بتاتا، لأن تلطيخ سمعة بلد وأجهزته الأمنية ومؤسساته لا تمحى في لحظة أو في حوار صحافي، خاصة وأن قصة الشارف استأثرت باهتمام دولي ووطني كبير، فلا يمكن استقباله اليوم بالورود والصفح عنه بكل بساطة وبكل سهولة، ونسيان السنوات المريرة التي قضاها المغاربة وهم يتابعون افتراءات الشارف على الأجهزة الأمنية ومؤسسات هذا البلد.
وزاد الفيزازي بالقول، إن هذا الأسلوب ليس بجديد على أصحاب الفكر الجهادي، فبعدما ادعى ما ادعى، عاد لينكر ويعتذر ويطلب الصفح، متسائلا أين كان ضمير الشارف وهو يقوم بتسجيل فيديو كله كذب وبهتان يلفق فيه التهم لبلده؟، ألم يشعر لحظتها بتأنيب الضمير؟.
وساق الفيزازي مثالا على ما قام به الشارف، حيث قال: "حينما كنت في السجن قبل سنوات وكان بجواري معتقل على خلفية قضايا الإرهاب، فقام هذا الأخير بضرب رأسه بقوة على قضبان حديدية داخل زنزانته، وادعى أن مدير السجن اعتدى عليه وترك دماءه تسيل على وجهه، لكن في الحقيقة شهدت ضده وقلت لهم أنا حضرت الواقعة، وهذا شخص كذّاب رغم انه كان صديقي، فالحق حق، افتعل الاعتداء لإلصاق التهمة بمدير السجن".
وكان بوشتى الشارف، المعتقل السابق بتهمة الإرهاب والذي تم الإفراج عنه بعد قضائه ثماني سنوات في السجن، كشف في حوار صحافي معطيات مثيرة وغير مسبوقة حول ظروف اعتقاله والتعذيب الذي ادعى تعرضه له سنة 2011، معلنا أنه كان كذابا، وأن ما قاله غير صحيح.
وبدأت قضية بوشتى الشارف عندما هاجر إلى سوريا، حيث عمل رفقة أحد السوريين في مجال العقار، وعندما توجه سنة 2009 إلى مصلحة الجوازات لتسليم إقامته وطلب رخصة مغادرة سوريا والعودة إلى المغرب تم اعتقاله من طرف المخابرات السورية لمدة 15 يوما.
وبعد 6 أشهر من الاعتقال من طرف المخابرات السورية، و5 شهور أخرى من التحقيقات في الإدارة العامة للمخابرات، تم تسليم بوشتى الشارف إلى السلطات المغربية في 17 من يوليوز 2009، وادعى وقتها أنه مورست عليه كل أشكال التعذيب، بما فيها إجلاسه على "القرعة"، مؤكدا أنه استغل مرضه بالبواسير بسبب الأكل الذي كان يتناوله عند اعتقاله في سوريا، ليؤلف قصة من نسج خياله لتوريط السلطات المغربية.