بعد أن أمضيت حوالي 6 أشهر بسجن الزاكي.. كنت أشعر بالغضب، وحين اقترح علي أحد السلفيين أن نقدم شكايات بالفيديو، حيث أدليت بتصريحات تفيد تعرضي للتعذيب داخل السجن.. لكني اليوم أسحب كل تلك التصريحات.. وكل ماقلته كذب في كذب.. بهذه الجمل تحدث بوشتى الشارف السلفي الذي توبع في ملف إرهابي قبل سنوات، لموقع هسبريس، معترفا بكون كل تصريحاته السابقة، والتي ادعى من خلالها تعرضه للتعذيب بمعتقل تمارة، معلنا أن كل مافاه به، مجرد كذب وبهتان. وأوضح الشارف أنه كان يشعر بالغضب لذلك اختار اختلاق تلك الاتهامات، معلنا أنه «أخطآ وأن كل بني آدم خطاؤون وخبر الخطائين التوابون». ومضى الشارف في اعترافه قائلا: أنا أخطأت في حق الشعب المغربي، وقبله أخطأت في نفسي، وأخطأت في السلطات المغربية، وأخطأت في جلالة الملك.. وعفا الله عما سلف». وأضاف الشارف أنه يعتذر لجميع المغاربة، موجهة نصيحة للشباب من عدم الوقوع في براثن الإرهاب، حيث قال بأن الكل يغبطونهم على ملككم الذي يحب شعبه». وقال الشارف أنه بعد أن عاد من سوريا مشحونا بالحقد ضد السلطات المغربية، وجد أرضا خصبة في ذاته ليقرر الكذب واختلاق مزاعم التعذيب، مقسما بالله أنه لم يتعرض أبدا للتعذيب. يذكر أن بوشتى الشارف الذي توبع ب"الإرهاب"، وكان معتقلا بسجن سلا، خرج في فيديوهات معلنا تعرضه للتعذيب بمعتقل تمارة، حيث بادرت هذه النيابة العامة إلى تكليف الضابطة القضائية بسلا للاستماع اليه، لشرح هذه الظروف فرفض الإدلاء بأي تصريح. كما أصر على الامتناع كذلك بعد انتقال أحد نواب الوكيل العام للملك إلى السجن لإنجاز هذا الإجراء، وتكرر نفس الموقف ورفض خضوعه لخبرة انتدب لها طبيب محلف مسجل ضمن الخبراء الرسميين. وتعود قضية بوشتى الشارف إلى سنوات خلت حينما هاجر إلى سوريا من أجل البحث عن لقمة العيش حيث عمل رفقة احد السوريين في مجال العقار، وعند توجه بوشتى الشارف سنة 2009 إلى مصلحة الجوازات لتسليم إقامته وطلب رخصة مغادرة سوريا والعودة إلى المغرب، تم اعتقاله من طرف المخابرات السورية لمدة 15 يوما، إذ وجهت له تهم التجسس لصالح إسرائيل ثم إيواء مغربي يدعى "نور الدين" قبل رمضان 2007 بأيام، كان يريد التوجه للعراق قبل أن يتم اعتقاله بعد عودته للمغرب. وبعد 6 اشهر من الاعتقال المرفوق بالتعذيب الممنهج من طرف المخابرات السورية، و5 شهور أخرى من التحقيقات في الإدارة العامة للمخابرات، تم تسليم بوشتى الشارف إلى السلطات المغربية في 17 من يوليوز 2009.