محمد بوداري لم تمر على تشكيل التحالف من أجل الديمقراطية أكثر من 24 ساعة حتى التأمت قيادات أحزاب الكتلة الديمقراطية ببيت عباس الفاسي، الأمين العام لحزب الاستقلال، وذلك لتدارس اثر هذا التحالف على مستقبل الكتلة وحظوظها في الاستحقاقات المقبلة. وبالرغم من إصرار صلاح الدين مزوار أمين عام التجمع الوطني للأحرار وقائد تحالف C8، على القول أن هذا الأخير ليس موجها ضد أحد وأنه مفتوح على جميع من يريد الالتحاق به، إلا أن قادة الكتلة الديمقراطية (حزب الاستقلال والاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية)، ينظرون إلى هذا التحالف بنوع من الارتياب. ففي لقاء عقد أمس بمنزل رئيس الحكومة، خيم شبح تحالف "الثمانية" على جدول أعماله، ورأى كل من الاتحاد الاشتراكي والتقدم والاشتراكية في التحاق الحزب الاشتراكي وحزب اليسار الأخضر بالتحالف من اجل الديمقراطية، نوعا من الخذلان على اعتبار أنهما كانا ينسقان علنا مع قادة التحالف الخماسي لأحزاب اليسار، وفي الوقت نفسه، كانوا يجرون اتصالات سرية مع زعماء التحالف الجديد الذي التحقوا به فجأة. وطرحت في اللقاء أمكانية التحالف مع حزب العدالة والتنمية، وأجمعت الأحزاب الثلاثة على ضرورة تفعيل هذا المقترح والشروع في ربط الاتصال بإخوان بنكيران. من جهة أخرى رحب لحسن الداودي عضو الأمانة العامة لحزب العدالة والتنمية ورئيس فريقه بمجلس النواب بهذه الفكرة، وأكد أن "المكان الطبيعي لحزبه هو الكتلة الديمقراطية". وإذا كان التحالف مع حزب المصباح لا يطرح أي إشكال بالنسبة لحزب الاستقلال، على اعتبار طبيعة هذا الأخير المحافظة ومواقف قياداته التي لم تدعو في يوم من الأيام إلى قطع حبل الوّد بين الحزبين، فإن الملاحظين يرون في إقدام الكتلة على طرح هكذا تحالف، يسير في اتجاه القطع مع مواقف التقدم والاشتراكية وبعض قيادات الاتحاد الاشتراكي التي كانت ترفض رفضا قاطعا كل تحالف مع حزب العدالة والتنمية. إلا أن حسابات السياسة ورهانات الاستحقاقات المقبلة قد تغلّب الجانب البراكماتي لدى رفاق بنعبد الله والراضي، وتجبرهم على التحالف مع حزب تباينت مواقف كل طرف حياله، ولله في خلقه شؤون. وكانت ثمانية أحزاب مغربية قد التأمت يوم الأربعاء 05 اكتوبر 2011 بالعاصمة الرباط، وشكلت تحالفا أطلقت عليه: " التحالف من أجل الديمقراطية"، ويضم هذا التحالف، الذي أعلن عنه خلال ندوة صحفية، ثمانية أحزاب وهي التجمع الوطني للأحرار، والاتحاد الدستوري، والحركة الشعبية، والأصالة والمعاصرة، واليسار الأخضر، والحزب العمالي، والحزب الاشتراكي، وحزب النهضة والفضيلة.
ويهدف التحالف حسب مشروع أرضيته التأطيرية إلى بلورة عرض سياسي يرتكز على "تموقع وبرنامج واضح المعالم"، على أن يحافظ كل حزب عضو في هذا التكتل السياسي على استقلاليته التامة وسيادة أجهزته المقررة، مع السعي إلى بناء آليات مرنة للتنسيق تتيح تقريب الرؤى والتوجهات وتوحيد مواقف مكونات التحالف إزاء القضايا المطروحة. محمد بوداري http://bouda.blog4ever.com/blog/index-525516.html