سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
8 أحزاب في تحالف واحد لعزل الإسلاميين وقطع الطريق على حزب الاستقلال بصمة الهمة حاضرة في تشكيل هذا التحالف والاتحاديون تراجعوا عن الالتحاق به في آخر لحظة
أُعلن، صباح أمس الأربعاء في الرباط، عن ميلاد تحالف حزبي جديد ضم ثمانية أحزاب. ويتكون التحالف الجديد من أربعة أحزاب كانت على تنسيق مسبق، وهي الأصالة والمعاصرة والتجمع الوطني للأحرار والحركة الشعبية والاتحاد الدستوري، وانضمت إليها أربعة أخرى، كان حزب النهضة والفضيلة، ذي المرجعية الإسلامية، المنبثق عن حزب العدالة والتنمية، أكثرها إثارة للانتباه، بالإضافة إلى ثلاثة أحزاب محسوبة على اليسار، هي الحزب العمالي والحزب الاشتراكي واليسار الأخضر المغربي. وأكد صلاح الدين مزوار، رئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، أن التحالف يأتي لكي يعكس نضج مكوناته واستعدادها للتنزيل الديمقراطي لمضامين الدستور الجديد. من جهة أخرى، علمت «المساء» من مصدر مطلع بأن قيادة الأحرار سبق لها أن طرحت قضية التحالفات السياسية في اجتماع للمكتب التنفيذي للحزب، وهو الاجتماع الذي أجمع فيه كل أعضاء المكتب التنفيذي على إمكانية التحالف مع جميع الأحزاب باستثناء حزب واحد هو حزب العدالة والتنمية، باعتبار أن هذا الأخير معاد للحداثة والديمقراطية، بتعبير قيادية من الأحرار، فيما اعتبرت مصادر أخرى هذا الفيتو الذي رفعته قيادة الأحرار ضد التحالف مع العدالة والتنمية لا يعدو أن يكون ترجمة فعلية لموقف فؤاد عالي الهمة، مؤسس حزب الأصالة والمعاصرة من الإسلاميين، وهو الموقف الذي تكفل مزوار بترويجه في الساحة السياسية. وحسب مصدرنا، فإن بصمة فؤاد عالي الهمة حاضرة في هذا التحالف لقيادة الحكومة المقبلة وقطع الطريق على حزب الاستقلال وعزل الإسلاميين. إلى ذلك أكد قادة الأحزاب المكونة للتحالف أن هيئاتهم الحزبية ستحتفظ باستقلاليتها وهويتها وستعمل على تنسيق مواقفها، موضحين أن الحديث عن شكل معين للتنسيق أو التحالف في الانتخابات سابق لأوانه. وقلل مزوار من شأن الاختلافات بين مكونات التحالف الجديد، وقال إن الاعتبار الأكثر أهمية يتمثل في نوعية الاختيارات التي سيبنى على أساسها مغرب المستقبل وليس في الخلافات القائمة بين اليمين والوسط واليسار. وقال إن أهم اختلافات مكونات التحالف تهم أمورا تدبيرية ولا تكتسي أهمية كبرى في الأمور الجوهرية. وكان لافتا إسناد قيادة نشاط الإعلان عن ميلاد التحالف الجديد إلى صلاح الدين مزوار، خصوصا بعد أنباء تدوولت في وقت سابق أسندت قيادة هذا التحالف الرباعي، الذي صار أمس ثمانيا، إلى حزب الأصالة والمعاصرة، حيث كان الأمين العام لهذا الحزب الأخير، محمد الشيخ بيد الله، آخر المتحدثين في ندوة الإعلان عن «التحالف من أجل الديمقراطية». ونفى التحالف أيضا أن يكون نشأ من أجل محاربة تيار سياسي معين؛ وظل قادة الأحزاب المشكلة له يشددون على معارضتهم للعدمية والتيئيس والتفكك، ومنهم من أكد عزمه على التصدي لكل محاولة للمس بنزاهة الانتخابات التشريعية المقبلة. وكان حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية قاب قوسين من أن يكون تاسع مكون في «التحالف من أجل الديمقراطية»، غير أن مشاورات ماراثونية مع كاتبه الأول عبد الواحد الراضي باءت بالفشل أول أمس الثلاثاء. واعتبر مزوار الاتحاد الاشتراكي حليفا طبيعيا ل«التحالف من أجل الديمقراطية»، وأكد أن المشاورات ستبقى مفتوحة مع هذا الحزب تماما مثل بقية الأحزاب الراغبة في الانضمام إلى هذا التحالف. وكان مزوار، في أحد لقاءات المكتب التنفيذي للتجمع الوطني للأحرار، قد صرح بأن التحالف مفتوح في وجه جميع الأحزاب السياسية باستثناء حزب العدالة والتنمية.