انطلقت اليوم الجمعة بالمركز الوطني محمد السادس للمعاقين بمدينة سلاالجديدة ، أشغال المؤتمر الدولي الرابع حول " التوحد" بمشاركة أطباء وخبراء ومؤسساتيين وجمعيات مدنية وأسر الأطفال الذين يعانون من هذه الإعاقة. ويسعى هذا اللقاء الدولي المنظم بمبادرة من جمعية "اليسرى لدعم وإدماج التوحديين" حول موضوع" التوحد وطرق التكفل : المقاربة الطبية الحيوية والسلوكية "إلى طرح الإشكالات والصعوبات التي تواجه التوحديين والتي ترتبط أساسا بالتشخيص والتكفل الطبي والعلاجي الملائم الذي يضمن الدمج الكلي لهذه الفئة في المجتمع .
وأبرز مدير النهوض بحقوق الاشخاص في وضعية إعاقة بوزارة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية ، رشيد كنوني في كلمة خلال افتتاح اشغال هذا الملتقى ، الإشكالات التي يطرحها التكفل بالتوحديين على مستوى التشخيص والتكفل، وفهم المهنيين لهذا النوع من الإعاقة ، وطبيعة النسيج الجمعوي الفاعل في هذا المجال وعلاقة بنيات المجتمع مع الأشخاص التوحديين وأسرهم والأولويات التي ينبغي التركيز عليها عبر توحيد الجهود وتقاسم التجارب والخبرات بين الفاعلين المهنيين مؤكدا على ضرورة بلورة تصورات وبدائل جديدة عبر إدماج والتكفل بالأشخاص التوحديين .
من جانبه أشار مدير المركز الوطني محمد السادس للمعاقين خالد بلحسن ، إلى أن التكفل بالشخص التوحدي يتطلب اعتماد مجموعة من الضوابط والمعايير لضمان تكفل ملائم بهدف إدماج كلي في المجتمع مؤكدا على أهمية البحث العلمي والجامعة في إعداد دراسات حديثة تواكب التطور المتسارع الذي يعرفه هذا المجال.
من جهتها قدمت شفيقة منصور غريبة أخصائية في التعليم والتحليل السلوكي واللغوي للتوحديين عرضا حول موضوع " مشاركة الأهل في التربية والتعليم وأثره في تطوير وتنمية الأطفال"، ابرزت فيه أن المشاركة النشيطة للأهل تساهم في اكتساب الطفل للعديد من المهارات التي يحتاجها عن طريق التحفيز الإيجابي كخطة أساسية للعلاج ، واعتماد المقاربة الإيجابية قبل أي عملية تدخل تقييمية او تعليمية .
كما استعرضت خطوات وإجراءات التعليم وتقييم الصعوبات التي يعاني منها الطفل التوحدي والقدرات التي يتوفر عليها إلى جانب الخطوات العملية التعليمية عبر استخدام تقنيات التآزر الحسي.
ويناقش المؤتمر على مدى يومين مواضيع تتمحور حول التوحد والمقاربة الطبية الحيوية والتعليم والتحليل السلوكي واللفظي للتوحديين.
يشار إلى أن من بين أهداف جمعية "اليسرى لدعم وإدماج التوحديين "صاحبة هذه المبادرة، المساهمة في إدماج الأشخاص التوحديين عبر مشروع شخصي ، ووضع مقاربة تربوية متخصصة ومندمجة وتكوين جميع المتدخلين في هذه العملية بما في ذلك الآباء ، ووضع مقاربة طبية للتوحد عبر تنظيم مؤتمرات وتكوينات ومصاحبة .