رغم تحذير الاطباء المختصين ومنظمة الصحة العالمية من شرب بول الإبل، إلا ان هذه الموضة انتشرت بشكل كبير في السنين الاخيرة، وسط بعض الجهال الذين ينخدعون بهذا الحل السحري، الذي يظنون انه يعالج مرض الكبد والاستسقاء وفيروس (سي) ليجدوا انفسهم في نهاية المطاف داخل العيادات والمستشفيات بعد إصابتهم بفشل كبدي حاد وبعد فوات الاوان.. بعض الصحف والمواقع الالكترونية ساهمت في انتشار هذه الظاهرة، وذلك من خلال الدعاية لها عبر مقالات وريبورطاجات لا علاقة لها بالحقيقة، وللاسف الشديد فقد سايرت قناة 2M هذه الموضة ونشرت مؤخرا ريبورطاجا عن خوارق بول الابل وفوائده وقدرته على شفاء بعض الامراض..
وأكد الدكتور المصري هشام الخياط، أستاذ الكبد والجهاز الهضمى، أن بول الإبل به سموم كثيرة ونسبة كبيرة من البولينا، وهي مادة سامة يتخلص منها الجسم فى البول، تصل إلى 10 آلاف ملجرام في اللتر وهي نسبة عالية تكفي للتسبب في فشل كلوي لمن يتناولها..
وانتشرت فى الآونة الأخيرة موضة شرب بول الإبل وليس فقط لبن الجمال، وهو ما قال عنه الدكتور هشام الخياط إنه "يحدث للأسف بمرسى مطروح بدون أي تراخيص شرب بول الإبل ويتم علاج مرض الكبد والاستسقاء وفيروس (سي) بدون وجود أي أطباء مع راعي الناقة والجمل" مضيفا أن "هذا للأسف جهل وتخلف يجرنا للوراء آلاف السنين"..
كما توجد سموم أخرى ونسبة عالية من الصوديوم في بول الناقة، تجعل مرضى الاستسقاء يتطورون للأسوأ ويحدث زيادة في حجم البطن من جراء تناول هذا البول المليء بالصوديوم، يقول الدكتور هشام، مضيفا انه "ليس هناك أي فوائد طبية من تناول هذا البول لمرضى الفيروسات الكبدية، فكثيرا من مرضى الكبد تم خداعهم بهذا العلاج وأتوا للعيادات والمستشفيات بعد إصابتهم بفشل كبدى حاد".
أما بالنسبة للبن الإبل فليس له فائدة بالنسبة لمرضى فيروس "سي" وله فائدة للأصحاء فهو يزود جهاز المناعة لوجود بروتين اللاكتوفيرين الذي يزود ويلطف جهاز المناعة، كما أن مادة الكالزين ومادة اللاكتوالبومين لها قدرة على مقاومة الأمراض بالإضافة إلى أن مضادات للأكسدة ولم يثبت أن تناول لبن الإبل يساعد على الشفاء من فيروس "بى".."
وقال الدكتور المصري إنه تمت "متابعة بعض المرضى الذين ذهبوا لمرسى مطروح لأخذ لبن الإبل في أوائل الألفية ولم نجد أي تحسن في عدد الفيروس بالدم بعد تناول لبن الإبل بصورة مستمرة لمدة شهرين، ولذا لا ننصح أي مريض على الإطلاق بتناول بول الإبل لأنه سام ويؤدي لفشل كلوي، أما لبن الإبل فهو مفيد للأصحاء ويحتوي على مواد مضادة للأكسدة ومواد مقاومة للأورام بالإضافة لمواد تنشط جهاز المناعة، هذا بالإضافة لاحتوائه على أحماض أمينية وأحماض دهنية وهو قليل الدهون مقارنة بلبن الجاموس وليس له فائدة لمرضى فيروس "سي" أو لعلاج التليف الكبدى".
وكانت منظمة الصحة العالمية قد حذرت من أن شرب بول الإبل يؤدي بدرجة عالية للإصابة بفيروس متلازمة الشرق الأوسط التنفسية "كورونا".
ونشرت المنظمة العالمية على موقعها الإلكتروني، العام الماضي، وثيقة تتضمن حقائق جديدة حول فيروس كورونا وطريقة انتشار العدوى.
وجاء في الوثيقة أن على الأشخاص المصابين بالسكري وأمراض الفشل الكلوي والالتهاب الرئوي "تجنب الاقتراب من الإبل أو شرب حليبها مباشرة أو بولها."
ومن الأعراض التي تظهر على المصابين ب"الفيروس" الحمى والسعال وضيق وصعوبة في التنفس، كما قد يصاب المريض باحتقان في الحلق أو الأنف، بالإضافة إلى الإسهال.