نصحت منظمة الصحة العالمية، عبر مذكرة تحذيرية نشرتها إحدى المجلات الأمريكية « Foreign Policy»، الدول العربية والجاليات الأجنبية المقيمة بها، بتجنب الاتصال المتواصل ولفترات طويلة بالإبل، تفاديا للإصابة بعدوى فيروس كورونا الشرق الأوسط Mers. وحذرت منظمة الصحة العالمية العرب من خطورة تناول بول ولبن الإبل ومزيجهما لاعتبارات علاجية، في محاولة منها لاحتواء الإصابة بفيروس كورونا الشرق الأوسط، الذي قضى مؤخرا على 14 مصابا في كوريا الجنوبية من أصل 133 مصابا بهذا المرض، في أكبر موجة انتشار للمرض منذ اكتشافه لأول مرة بالمملكة العربية السعودية في 2012. ويأتي تحذير منظمة الصحة العالمية تزامنا مع إعلان السلطات الكورية الجنوبية عن إصابة 133 شخصا، واحتجاز أكثر من 2600 آخرين في الحجر الصحي داخل أراضيها، وبعد الإعلان عن اكتشاف إصابة مسن عماني بالمرض، الأسبوع الماضي. ووفقا لمنظمة الصحة العالمية، فقد تم اكتشاف فيروس كورونا في الإبل التي قد تصيبها العدوى بعضات الخفافيش، وانتقاله إلى البشر عند الاختلاط بها أو لمسها، وقد أكدت إرشادات المنظمة على ضرورة تجنب الاختلاط بالإبل وحيوانات المزرعة، والحرص على النظافة الشخصية، ومراعاة الممارسات الصحية السليمة للأغذية، وتجنب شرب لبن وبول الإبل، وعدم أكل لحومها في حالة عدم طهيها جيدا. العرب يتداوون، حسب الطب التقليدي، ببول البعير باستعماله كمنظف للشعر وضد القشرة ولعلاج أمراض الجلد وأوجاع الأسنان وأمراض العيون ولدغات الأفاعي وآلام البطن والقرحات، وأشار بعض الباحثين العرب إلى أنه دواء لعلاج داء السرطان خاصة منه سرطان الكبد، كما نصح بالتداوي به أحد أشهر الأطباء العرب (ابن سينا 980-1037). فيروس كورونا الذي يتسبب في ضيق حاد في التنفس وفشل كلوي، أشد فتكا من فيروس الالتهاب الرئوي اللانمطي الحاد «سارس» لكنه أقل قدرة منه على الانتشار، حيث حصد «سارس» حوالى 800 ضحية في العالم في 2003. وتبلغ نسبة الوفيات لدى المصابين بكورونا 35% تقريبا بحسب منظمة الصحة العالمية، علما بأنه لا يوجد حتى الساعة أي لقاح أو علاج لهذا الفيروس. وفي السعودية أصيب بالفيروس منذ العام 2012 أكثر من 950 شخصا توفي 412 منهم. منظمة الصحة العالمية أعلنت أنها ستعقد قريبا اجتماعا للجنة الطوارئ حول فيروس كورونا لتحديد إن كان يتوجب إعلان المرض «حالة طارئة» على المستوى العالمي مع ارتفاع الوفيات في كوريا الجنوبية.