كشفت مصادر مطلعة أن أعضاء العدالة والتنمية، الذين شاركوا ضمن الوفد المغربي في الدورة السابعة للقمة الإفريقية للحكومات المحلية، اختاروا التسوق من "المولات" الكبيرة والرياضة في الفندق، ولم يعقدوا أي لقاء مع أي وفد من المشاركين في المؤتمر، الذي يجمع مسؤولي المدن والجهات في الدول الإفريقية. وشوهد عبد العزيز عماري، عمدة الدارالبيضاء والوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، يتسوق ضاربا عرض الحائط مهمته الأساسية في المؤتمر، حيث اشتغل الوفد على عقد لقاءات ثنائية مع الوفود الأخرى، كما شوهد عبد الصمد السكال، عمدة الرباط، يلعب الرياضة داخل الفندق بطريقة مبتذلة حيث كان يلبس بلغة.
بينما اعتبر مناضلو البيجيدي المناسبة فرصة للاستمتاع بالفنادق الفخمة والتسوق والرياضة قال الشرقي الضريس، الوزير المنتدب في الداخلية، إن قمة جوهانسبورغ تشكل محطة مهمة بالنسبة للمغرب باعتبارها تكرس السياسة التي أطلقها جلالة الملك إزاء إفريقيا. وكان الغرض هو استعراض حصيلة تطور سياسة اللامركزية والديمقراطية المحلية بالمملكة.
وتوفر قمة جوهانسبورغ فضاء للنقاش وتبادل التجارب فيما يتعلق بتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين، وتحديد السبل الكفيلة برفع التحديات المطروحة، ولاسيما على مستوى التمدن السريع الذي تشهده إفريقيا.
إذن أهداف المشاركة كانت واضحة ومن أراد السياحة فله من الإمكانيات ما يستطيع من خلاله زيارة الجزر الغريبة، فكم كانت مشاركة أبناء الحزب في توضيح حصيلة تطور سياسة اللامركزية والديمقراطية المحلية بالمملكة؟
مع أي وفد تبادل أبناء العدالة والتنمية وجهات النظر؟ إلى أي حد استغلوا الفرصة للدفاع عن القضية الوطنية؟ ما هي سياستهم للانخراط في مشروع المغرب للانفتاح على إفريقيا؟
أبناء العدالة والتنمية لهم وجهة نظر خاصة في الديبلوماسية الموازية. فهذا التنظيم تعتبر الوطنية طارئة عليه مادام قد نتج عن زواج سفاح مع الأممية الإسلامية. وبالتالي فهم يفضلون كل ما يتعلق بالتنظيم الدولي للإخوان على القضايا الوطنية، وما زالت قضية سعد الدين العثماني، أيام كان وزيرا للخارجية، عالقة في الأذهان، حيث ورط الدولة في أزمة ديبلوماسية مع الكويت عندما ترك شغله الديبلوماسي وذهب للقاء الإخوان المسلمين.
أما إفريقيا فإن الإخوان يعرفونها جيدا ولكن من خلال منتدى الوسطية لغرب إفريقيا، الذي هو الفرع الإفريقي للإخوان المسلمين وكان يترأسه الحمداوي رئيس شورى التوحيد والإصلاح.
الإخوان إذن لا تهمهم الديبلوماسية الموازية إلا بالقدر الذي تخدم أهداف التنظيم الدولي، وبالتالي لا يجدون غضاضة في مهاجمة دول صديقة للمغرب وتربطه بها علاقات اقتصادية استراتيجية. لهذا ليس مستغربا أن يذهبوا إلى جنوب إفريقيا قصد السياحة والتسوق.