قال النائب الإقليمي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير لجهة الدارالبيضاء السيد سعيد العزة، إن مناسبة عيد الاستقلال ذكرى مجيدة يحق لكل المغاربة الاعتزاز برمزيتها التاريخية وبأبعادها الشاملة والمتكاملة. وأضاف السيد العزة في كلمة بمناسبة تنظيم النيابة الإقليمية للمندوبية اليوم الاثنين بالدارالبيضاء، لأنشطة متنوعة إحياء للذكرى 60 للأعياد المجيدة الثلاثة المقترنة بعودة بطل التحرير والاستقلال جلالة المغفور له محمد الخامس إلى أرض الوطن، أن هذه الذكرى تستوجب تسليط المزيد من الأضواء على مكنونات ونفائس ملحمة الاستقلال الخالدة والتعريف بالتراث النضالي صيانة للذاكرة التاريخية الوطنية وإخصابا وتثمينا لرصيدها الغني والثري.
وقال إن الشعب المغربي وفي طليعته نساء ورجال الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير، يخلد من 16 إلى 18 نونبر الذكرى ال60 للأعياد الثلاثة المجيدة، عيد العودة وعيد الانبعاث وعيد الاستقلال، في أجواء مفعمة بأريج الإيمان وعبق الوطنية الحقة والمواطنة الإيجابية.
وتابع أن ذكرى الأيام الثلاثة المجيدة تعتبر منارة وضاءة ومحطة وازنة في سجل تاريخ المغرب التليد المرصع بالأمجاد وروائع الكفاح الوطني التي صنعها الشعب المغربي بقيادة العرش في التحام وثيق وترابط متين دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية.
وواصل أنه منذ فرض معاهدة الحماية في 1912، دخل المغرب في غمرة كفاح وطني متواصل الحلقات متعدد الأشكال والصيغ لاسترجاع حريته واستقلاله، مستحضرا في هذا المضمار الانتفاضات الشعبية التي شهدتها مختلف أرجاء الوطن.
وأضاف أنه من تمظهرات وإفرازات هذا المسار الجديد لمعركة الاستقلال والحرية، المبادرة التاريخية لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال لقادة الحركة الوطنية في 11 يناير 1944 بتنسيق تام مع بطل التحرير جلالة المغفور له محمد الخامس، هذا الحدث التاريخي الذي هز أركان الإقامة العامة وأربك مخططاتها وحساباتها، فسارعت إلى اعتقال زعماء الحركة الوطنية ورموزها والتنكيل بالمغاربة الذين عبروا عن تأييدهم ومباركتهم للوثيقة التاريخية والزج بالعشرات منهم في غياهب السجون والمنافي.
وواصل أن الصراع سيشتد بين بطل التحرير والاستقلال وسلطات الإقامة العامة إثر الزيارة الملكية لجلالة المغفور له محمد الخامس لمدينة طنجة في 9 أبريل 1947 والتي تميزت بخطابه التاريخي الذي أكد فيه جلالته على مواقفه الرافضة لملاحقة وترهيب نساء ورجال الحركة الوطنية، مؤكدا على المطالبة بالاستقلال وعلى أحقية وشرعية الوحدة الوطنية من شمال المغرب إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه.
وذكر بأن سلطات الحماية أقدمت في 20 غشت 1953 على تنفيذ مؤامرتها النكراء بنفي جلالة السلطان الشرعي محمد بن يوسف وأسرته الكريمة إلى جزيرة كورسيكا ثم إلى مدغشقر حيث آثر جلالته الإبعاد والمنفى على التنازل عن العرش.
وخلص إلى أنه ما كان أمام المستعمر الذي أنهكته الضربات المتوالية لنساء ورجال المقاومة السرية والحركات الفدائية وانتصارات أبطال جيش التحرير إلا الرضوخ لإرادة العرش والشعب والشروع في محادثات ومفاوضات مع المغرب تكللت بحصول المملكة على استقلالها وعودة بطل التحرير والاستقلال إلى ارض الوطن مظفرا منصورا داعيا إلى مواصلة الجهاد الأصغر بالجهاد الأكبر.
ومن جهة أخرى، عرف نادي قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بشار الخير، تقديم محاضرة في موضوع الذكرى وشهادات حية لمجموعة من المقاومين، وعرض شريط وثائقي عن ملحمة الكفاح الوطني، وذلك بتعاون مع جمعية أباء وأولياء وتلاميذ الثانوية التأهيلية البحتري