أثارت التصريحات النارية التي أطلقها وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني، وأكد فيها أن الجزائر مصدر الإرهاب الذي يمس تونس، حفيظة الصحف الجزائرية التي لوحت بإمكانية حدوث أزمة سياسية نتيجة الخروج الإعلامي للوزير التونسي. وفي هذا الصدد، أوردت جريدة البلاد الجزائرية، أن وزير الدفاع التونسي فرحات الحرشاني أطلق أمس، تصريحات خطيرة ضد الجزائر، محملا إياها مسؤولية تنامي النشاط الإرهابي في جبل الشعانبي الواقع على الحدود المشتركة بين البلدين.
وقدّم الوزير التونسي المناطق الحدودية مع الجزائر، تضيف الجريدة، بأنها البوابة الرئيسية التي يدخل منها الإرهاب إلى تونس. مضيفة أنه "كثيرا ما أثرت تصريحات من هذا النوع على مستوى العلاقات بين البلدين واستدعت في بعض الأحيان تبادل مبعوثين رئاسيين لتوضيح الأمور حتى لا يتطور توالي التصريحات من الجانب التونسي إلى أزمة ديبلوماسية. أما جريدة الفجر، فأوردت تحت عنوان "وزير الدفاع التونسي: الإرهاب يأتينا من ليبيا والجزائر"، أن فرحات الحرشاني، خلال زيارة تفقدية قادته للوحدات الأمنية والعسكرية على الحدود التونسية الليبية بالذهيبة بولاية تطاوين أول أمس، قال إن تونس تواجه تحديا خارجيا آت من الجنوب الشرقي ومن وراء الحدود واسمه فلتان الحدود الليبية-التونسية، وغياب بناء الدولة الليبية وهيمنة الفوضى.
وتابع الوزير بالقول أن التحدي الثاني، تضيف ذات الجريدة، خارجي-داخلي ويتمثل في المناطق الجبلية القائمة على جانبي الحدود مع الجزائر، مرددا ضمنيا التصريحات التي أطلقها الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي في تونس مؤخرا، والتي قال فيها إن تونس، التي تتمتع بنظام ديمقراطي حقيقي، وقعت للأسف ضحية موقعها الجغرافي بين الجزائر وليبيا.
من جانبها قالت جريدة "المحور اليومي"، تحت عنوان "الجزائر مصدر الإرهاب في تونس"، إن وزير الدفاع التونسي فرحات حرشاني، أدلى ليومية الشرق الأوسط، بتصريحات نشرت أمس، يعتبر فيها الإرهاب من أهم التحديات التي تواجهها بلاده في هذه الأونة، مضيفة أن المتحدث أكد أمام صحفيين أجانب، من بينهم صحفي اليومية المذكورة التي نشرت الخبر، أن "هذه الظاهرة لم تكن في تونس من قبل بل تفشت بمرورها من الحدود المشتركة مع ليبيا والجزائر، قائلا : الإرهاب يأتينا من ليبيا والجزائر ".