"خطر الإرهاب لا محالة قادم إلى المغرب"، هو مضمون الرسالة التي حذر عبرها وزير الدفاع التونسي، غازي الجريبي، من خطر انتقال عدوى المخططات الإرهابية لتشمل المنطقة المغاربية ومصر، بعد حادث مقتل 14 جنديا تونسيا، أول أمس الأربعاء، في جبل الشعانبي التونسي، على إثر هجوم شنته مجموعتان إرهابيتان، وفق المنطوق الرسمي التونسي. المسؤول العسكري التونسي، قال، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الداخلية أمس الخميس، إن مخططاتٍ جهنمية إرهابية تستهدف المنطقة، بما فيها المغرب، إلى جانب الدول المغاربية ومصر، مشيرا إلى أن ما حصل في تونس "حرب إقليمية" تشمل كامل المنطقة، وليست "حرباً محلية". وزاد الجريبي، تأكيدا على تحذيراته، بالقول إن أغلب العناصر التي شنت هجومها بجبل الشعانبي على أفراد من الجيش التونسي، هي قادمة من خارج الحدود، وأن أغلبهم جزائريون ومن جنسيات أخرى، مشيرا إلى أن عمليات التعقب لتلك العناصر، التي وصفها ب"الإرهابية" تجري حاليا بالتنسيق مع الجزائر على الطرف الآخر من الحدود الغربية. من جهته، قال الرئيس التونسي، محمد المنصف المرزوقي، في خطاب بثه التلفزيون التونسي مساء أمس، إن رسالة "الإرهابيين" من الهجوم على الجيش التونسي هي "رسالة تهديد" و"مفهومة"، مضيفا "سنواصل النهج الديني الذي ارتأيناه.. نحن شعب مسلم مالكي معتدل..". وشدد المرزوقي على أن منفذي الاعتداء الدموي يرمون إلى تهديد "الأمن والاستقرار" في تونس، وإفشال التجربة التونسية واستهداف "المسار الديمقراطي" و"تنظيم الانتخابات" التشريعية والرئاسية، التي ستنظم يومي 26 أكتوبر و23 نونبر القادمين. وقتل 14 عسكريا تونسيا وأصيب 22 آخرون، جراء الهجوم المسلح الذي نفذته مجموعتان "إرهابيتان" الأربعاء الماضي، في منطقة "هنشير التلة" بجبل الشعانبي، غرب تونس، إضافة إلى مقتل مسلح واحد من المهاجمين، في وقت سبق لتونس أن أعلنت في أبريل الماضي، أن الشعانبي منطقة عمليات عسكرية مغلقة، بداعي تواجد مجموعات متطرفة، حيث ما تزال قوات الجيش والأمن التونسي تفرض طوقا أمنيا حولها، بعد مقتل وكيل أول بالحرس الوطني التونسي، أواخر عام 2012، في اشتباك مسلح مع عناصر مسلحة على سفوح الشعانبي. وكان المغرب قد كشف، على لسان وزير الداخلية محمد حصاد الثلاثاء الماضي أمام البرلمان، عن وجود تهديدات جدية، ناتجة عن تزايد عدد المقاتلين المغاربة في تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق، المعروفة ب"داعش"، على أن عددا منهم لا يخفون نيتهم العودة للمغرب وتنفيذ مخططات إرهابية، منها هجمات انتحارية واستهداف شخصيات عامة مغربية. وسبق لكبار القادة الأمنيين في كل من الجزائروتونس وليبيا، أن التئموا في لقاء أمني رفيع بالجزائر، في الأيام الأخيرة، وسط غياب لمورتانيا واتهامات بتغييب جزائري مقصود للمغرب، حيث تناول الموعد "نصف المغاربي" تداعيات التهديدات الإرهابية الموجهة لمنطقة المغرب العربي، والبحث في اتفاق على إستراتيجية مشتركة استباقية لأي تحرك لتنظيمات "داعش" و"القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي"، أو باقي التنظيمات المتطرفة بالمنطقة.