قال الرئيس الصيني في افتتاح العرض العسكري الضخم الذي أقيم في ساحة تيانانمن في بكين بمناسبة الذكرى ال70 لانتصار الصين في حرب المقاومة ضد اليابان وانتهاء الحرب العالمية الثانية:" الصين سوف تقلص تعداد جيشها بمقدار 300 ألف شخص". وشدد شي جين بينغ على أن بلاده تسعى إلى السلام وإلى طريق التطور السلمي، مضيفا أن "الصين لن تسعى أبدا إلى الهيمنة وممارسة التوسع".
ويعد جيش التحرير الشعبي الصيني الأكبر في العالم، حيث يبلغ تعداده، بحسب مختلف التقديرات نحو 2.3 مليون شخص.
وكان للرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحضور الأبرز إلى جانب قادة ورؤساء نحو 50 دولة في الاستعراض العسكري الضخم الذي أقيم الخميس 3 سبتمبر في ساحة تيانانمن بمناسبة الذكرى السبعين لانتهاء الحرب العالمية الثانية وانتصار الصين في حرب المقاومة ضد اليابان التي غزت الصين عام 1937 ما أسفر حينها عن مقتل ما بين 15 - 20 مليون صيني.
وشارك في العرض العسكري الذي حضره أيضا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، نحو 12 ألف عسكري من بينهم حوالي 1000 عسكري من 17 دولة بينها روسيا، إضافة إلى مشاركة 500 آلية عسكرية وأكثر من 200 طائرة.
وتمثلت المشاركة الروسية في العرض بسرية من ثلاثة فصائل تمثل القوات البرية والجوية والبحرية.
واستعرض الجيش الصيني في ساحة تيانانمن 40 نوعا من المعدات العسكرية المختلفة و20 نوعا من الطائرات والمروحيات، فيما أعلنت بكين في وقت سابق أن أكثر من 80 % من الأسلحة ستعرض للمرة الأولى.
كما استعرضت الصين أيضا أكثر من 10 صواريخ باليستية بعيدة المدى قال التلفزيون الرسمي إنها تسمى "قاتلة حاملات طائرات"، وهي من طراز "دي اف-21 دي" القادرة على إعطاب أو حتى إغراق حاملات الطائرات، وكانت قد أثارت في السنوات الأخيرة الكثير من التكهنات في الأوساط العسكرية بشأن ما إذا كانت ستقلب موازين القوى في المحيط الهادئ الذي يعتبر تقليديا الحديقة الخلفية للأسطول السابع الأمريكي.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا شونيونغ إن التعليقات عن الطابع العدواني لهذا العرض "لا تنم عن عقلية لامعة"، مضيفة في مؤتمر صحفي دوري أن "القوات الصينية قوات سلام"، مؤكدة أنها "بقدر ما تكون قوية، بقدر ما تصبح قادرة على ضمان السلام العالمي".
ويعد الاستعراض العسكري الذي أقيم في 3 سبتمبر في العاصمة الصينية ال 14 منذ تأسيس جمهورية الصين الشعبية عام 1949 وهو الأول الذي لا يجري بمناسبة تأسيس الصين الذي تحتفل به بكين في 1 أكتوبر.
وكانت السلطات الصينية قررت عام 1960 الاكتفاء بإجراء عرض عسكري كل 10 سنوات، كان آخرها في عام 2009.
يذكر أن قادة الدول الغربية الكبرى وخاصة الرئيس الأمريكي باراك أوباما والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل تخلفوا عن حضور العرض العسكري الصيني، إضافة إلى رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي الذي بدأ بمراجعة السياسة السلمية لليابان ما أثار غضب بكين.