هدد متطرفان جزائريان ينتميان لما يسمى "ولاية الرقة" التابعة لتنظيم "داعش" الإرهابي، السلطات الجزائرية ب"حرب طويلة الأمد حتى تشرق على الجزائر شمس التوحيد"، ودعيا بقايا الجماعات المسلحة في البلاد إلى "البيعة". وفي شريط فيديو مدته 5 دقائق، بثه التنظيم مساء أمس الثلاثاء، ظهر ثلاثة أشخاص، اثنان منهم تحدثا فيه وظهر من خلال كنيتهما ونبرة كلامهما أنهما جزائريان، أحدهما يدعى "أبو حفص الجزائري"، بلحية كثة يرتدي نظارة ولحافا فلسطينيا على رأسه، وصف المسؤولين الجزائريين ب"العصابة التي تدخلت بآلياتها في مالي"، في إشارة إلى فتح الأجواء الجزائرية للطيران الفرنسي، مطلع 2013 لشن غارات على مواقع المتطرفين في شمال مالي.
وقال "أبو حفص" بلغة الوعيد إن "الجزائر ولاؤها للنظام العالي وثيق، وحربها للإسلام قديم.. تكفيرهم (مسؤولو البلاد)، والبراءة منهم هو ملة إبراهيم".
وأضاف: "أسود الإسلام لا ينامون على ضيم، وسيردون الصاع صاعات، والله لن ننسى مجازركم ببن طلحة والرايس ومن قتلتم في السجون"، في إشارة إلى مذابح وقعت في العام 1997 ببلدتين جنوب العاصمة، قتل فيها المئات على أيدي عناصر "الجماعة الإسلامية المسلحة"، غير أن المسلحين المتشددين ينسبون تلك المجازر للنظام.
وتناول المتطرف في الشريط "جند الخلافة في الجزائر"، وهو فرع "داعش" الذي تأسس صيف العام الماضي، وقضت قوات الأمن الجزائرية على قائده وأغلب أفراده، إذ قال أبو حفص: "اثبتوا فأنتم الأمل، وقد فرحنا ببيعة إخواننا في سكيكدة (شرق) وفي الصحراء (جنوب). ونقول للجماعة الجهادية يجب لزوم الجماعة، ومن مات وليس في عنقه بيعة فقد مات ميتة جاهلية".
ويفهم من كلام هذا "الداعشي" أنه موجه إلى ما بقي من "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" وزعيمها عبد المالك دروكدال، الذي تطارده المخابرات العسكرية منذ 20 سنة.
أما "أبو البراء الجزائري"، الذي كان يرتدي لباس المتشددين ويضع على رأسه قبعة، فقد هدد "العسكر والجند" بأنهم سيكونون "حطب الحرب المقبلة التي إن اشتعلت في الجزائر فلن يخمد أوارها حتى يصلوا إلى الأندلس فاتحين، ولن يجدوا منهم إلا النحر".
وتابع: "بادروا إلى التوبة قبل أن تصل إليكم سيوفنا". وكان إلى جانب المتطرفين شخص ثالث ظل صامتا، وكان يحمل سلاح كلاشينكوف.
وقال ضابط في الجيش خاض معارك ضد الإرهابيين، حسب موقع العربية.نت الذي أورد الخبر اليوم، إن كان تعرّف على هوية الجزائريين بعد أن شاهد الشريط، فرجح أن الأمر يتعلق بشخصين حديثي العهد بالعمل المسلح، قائلا إن جهاز الاستخبارات في الشرطة يملك أسماء كل الذين التحقوا ب"داعش"، ويفوق عددهم ال150، بحسب قوله.
وتتخوف أجهزة الأمن في الجزائر من عملية مفترضة لتنظيم داعش الإرهابي، على سبيل الانتقام لمقتل قائد "جند الخلافة" عبد المالك قوري، نهاية العام الماضي، وتحتاط لذلك كثيرا. أما غالبية الجزائريين فتعني لهم عودة العمل المسلح مشاهد الذبح والتفجير التي عانوا منها لسنين طويلة.
يذكر أن تنظيم "جند الخلافة" خطف رعية فرنسية بالبويرة (80 كلم شرق العاصمة) في سبتمبر الماضي، وقتله بفصل رأسه عن جسده.