كشف بلاغ جديد لوزارة الداخلية في شأن تداعيات إيقاف فرقة أمنية مغربية خاصة لمواطن جزائري الأحد الماضي بضواحي مدينة وجدة ينتمي لتنظيم جند الخلافة الارهابي عن حجم المخاطر و التحديات الأمنية التي أضحى التراب الجزائري المجاور للمغرب يمثلها بالنسبة لاستقرار و أمن المملكة في وقت تتواتر تقارير عن تفكيك مصالح الأمن الجزائرية لعدد من شبكات الاسناد للتنظيمات الارهابية بالغرب الجزائري. وخلصت نتائج التحقيق الأمني مع الجزائري الموقوف الى تم إيفاده من طرف قادة تنظيم جند الخلافة بالجزائر الى داخل المملكة بهدف التنسيق مع عناصر متطرفة موالية لما يسمى ب"الدولة الإسلامية".. و بالنظر الى أن مناطق بالجهة الشرقية كبركان و الناظور و مليلية كانت في وقت سابق مسرحا لعمليات أمنية منسقة توجت ببركان في نونبر الماضي عن تفكيك خلية إرهابية موالية لما يسمى ب"الدولة الإسلامية" كان عناصرها ينوون تنفيذ مخططات إرهابية بالمملكة، من بينها اغتيال أجانب مقيمين بالمنطقة الشرقية بعد نشرهم لشريط فيديو تحريضي تحت عنوان "ظهور جند الخلافة في المغرب الأقصى" ثم قبلها الخلية الارهابية التي تم تفكيكها شمال المغرب في شتنبر الماضي، و التي تطلق على نفسها "أنصار الدولة الاسلامية في المغرب الاقصى" و التي أعلنت ولائها و إلتحاقها الجماعي بتنظيم "جند الخلافة" الذي تتمركز قيادته بالجزائر , فإن كل هذه المعطيات و القرائن تظهر حجم و خطورة ما يحاك من مخططات لتحويل المملكة الى مركز إستراتيجي لأجندة و أهداف تنظيم داعش . و تتأسس خطورة ما يحيق بالمغرب من تهديدات إرهابية الى مسعى تنظيم جند الخلافة التي تزعم السلطات الجزائرية أنها قتلت أميرها عبد المالك قوري و شتت مجموعة عناصرها التي لا يتعدى حجمها 20 فردا إيجاد موطىء قدم له بالتراب المغربي و هو الطرح الذي تؤكده معطيات بلاغ الداخلية الذي يكشف عزم تنظيم 'جند الخلافة' استقطاب عناصر متشبعة ب'الفكر الجهادي' ببلادنا قصد إخضاعها لتداريب عسكرية بالجزائر، في إطار مشروع مشترك لإعلان 'الجهاد' بدول المغرب العربي وكذا أوروبا، تماشيا مع ' الإستراتيجية التوسعية' لما يسمى بالدولة الإسلامية". فضلا عن ضبط أسلحة و مواد كيماوية تدخل في تركيبة صناعة المتفجرات التقليدية و هو ما يؤشر على عزم التنظيم الارهابي تنفيذ عمليات إرهابية ذات بعد إستعراضي بتراب المملكة . و بالعودة الى هوية و ظروف تأسيس تنظيم جند الخلافة في شتنبر الماضي بمنطقة القبائل الجزائرية تبرز بعض الألغاز و الأسئلة المستفزة في شأن أغراض و أهداف هذه الجماعة خاصة و أن السلطات الجزائرية لا توليها إهتماما بالغا و تحاول في كل مناسبة متاحة التنقيص من قدرتها التنظيمية على الضرب بقوة من داخل التراب الجزائري . فقد فرضت جماعة "جند الخلافة الجزائرية اسمها على ساحة الإعلام الدولي بعد إعلانها في 22 شتنبر الماضي خطف مواطن فرنسي بعد أن أعلنت مبايعتها لتنظيم "الدولة الإسلامية".. و ظلت هذه الجماعة المتشددة تنشط في ما يعرف ب"مثلث الموت" بالوسط الجزائري داخل نقطة جغرافية تحدها كل من تيزي وزو وبومرداس والبويرة، المعقل الرئيس لتنظيم "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي". ويتزعم الجماعة "قوري عبد المالك" المدعو"خالد أبو سليمان"، البالغ من العمر 37 عاما، وهو مسؤول كتيبة "الهدى" سابقا، وينحدر من بومرداس بشمال الجزائر قبل أن تعلن السلطات الجزائرية مقتله نهاية شهر دجنبر الفارط . و الغريب أن زعيم تنظيم جند الخلافة أمي و كان عنصرا بسيطا، في جماعة دعم وإسناد، للتنظيمات المسلحة في الجزائر، في فترة عشرية الدم الجزائرية أواسط التسعينات قبل أن يدان بالسجن سنة 1995 في قضية إرهاب و يفرج عنه أربع سنوات بعد ذلك رغم أن إسمه ظل يتردد بقوة في تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الجزائر على أنه شخصية محورية في التنظيم السري للجماعات الجهادية في السجون . وبعد مغادرته السجن، عاود عبد المالك قوري، النشاط مجددا، حيث التحق بتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال الذي أُسس في نهاية التسعينات على انقاض الجماعة الإسلامية المسلحة في البلاد. وفي شتنبر الماضي قرر عبد المالك الانشقاق عن تنظيم القاعدة فى بلاد المغرب الاسلامي الذي يقوده عبد المالك درودكال -الذي ما زالت تقارير إستخباراتية تؤكد صلاته المشبوهة مع جهاز الاستخبارات العسكرية الجزائرية- ليعلن مبايعته لزعيم داعش أبو بكر البغدادي، ومعه 15 عنصرا، و يصبح زعيما لفرع داعش بالجزائر باسم جند الخلافة في الجزائر .