كشفت وزارة الداخلية عن معطيات مثيرة حول تفكيك الخلية الإرهابية التي كانت تنشط بكل من الناظور ومليلية، وقال بلاغ لوزارة الداخلية توصل"جديد بريس" بنسخة منه، أن أفراد هذه الخلية أطلقوا على أنفسهم اسم "انصار الدولة الإسلامية في المغرب الأقصى" وأنها كانت قد " عقدت العزم قصد الالتحاق فرادى بصفوف "الدولة الإسلامية" بالمنطقة السورية العراقية وذلك بعد أن كثفوا اتصالاتهم بالجهاديين المغاربة ضمن هذا التنظيم الإرهابي والذين يتوعدون بالعودة إلى المملكة للقيام بنفس الأعمال الوحشية والهمجية التي يرتكبونها في حق الجنود السوريين والعراقيين وكل من يقف في طريقهم"، غير أن مسار اشتغال هذه الخلية تغير بعد تكثيف التحالف الدولي بقيادة الولاياتالمتحدة الضربات جوية بالمناطق السورية العراقية التي يسيطر عليه تنظيم "داعش" وما تبع ذلك من قيود أمنية حول المتطوعين للجهاد بهذه المنطقة. ويوضح بلاغ الداخلية أن أعضاء هذه الخلية قرروا بسبب المستجدات التي شهدها الوضع في المنطقة "الالتحاق بما يسمى "جند الخلافة " بالجزائر والذي أعلن مؤخرا ولاءه لتنظيم "الدولة الاسلامية" بعد تبنيه إعدام الرهينة الفرنسية هرفي غوردل كرد فعل إزاء انضمام فرنسا للتحالف السالف الذكر". وظهر تنظيم "جند الخلافة في أرض الجزائر" إلى واجهة الأحداث في غشت الماضي بعد إصداره بيانا أعلن فيه مبايعته لأبي بكر البغدادي زعيم تنظيم "الدولة الاسلامية" وانشقاقه عن تنظيم القاعدة وفرعها في الجزائر "القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" "بعد انحراف منهجها". ونصب هذا التنظيم خالد أبو سليمان أميرا عليه وهو بحسب مصادر إعلامية جزائرية شخص يدعى عبد المالك قوري وكان أحد المقربين من زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي عبد المالك دروكدال قبل أن ينشق عنه. هذا وأوضحت وزارة الداخلية المغربية أن البحث الجاري مع أعضاء الخلية يفيد بأنهم "كانوا يعتزمون نقل تجربة "الدولة الاسلامية" وذلك بإشاعة جو من الرعب والهلع داخل المملكة كما يبدو ذلك جليا من خلال تداولهم لصور فظيعة لجثث جنود سوريين وعراقيين مشنع بها من طرف مقاتلي هذا التنظيم الإرهابي". وأكد بلاغها أنه سيتم تقديم المشتبه فيهم إلى العدالة فور انتهاء البحث الذي يجري تحت إشراف النيابة العامة المختصة. وفي سياق متصل، قرر قاضي بالمحكمة الوطنية الإسبانية أمس الأحد إيداع شخص يشتبه بأنه زعيم خلية مسلحة مقرها في شمال افريقيا وتقوم بتجنيد مقاتلين لتنظيم الدولة الإسلامية السجن المؤقت إلى حين استكمال التحقيقات. وحسب صحيفة "إلباييس" الإسبانية" فإن القاضي اخافيير غوميز بيرموديز يعتقد أن هناك "احتمالا كبيرا" بأن يكون محمد سعيد محمد هو زعيم خلية مقرها مليلية. وكانت عملية مشتركة للأمن المغربي والجزائري يوم الجمعة الماضي قد أسفرت عن اعتقال المغربي الحامل للجنسية الإسبانية محمد سعيد، وثمانية أشخاص آخرين يشتبه بأنهم أعضاء في الخلية الجمعة في مليلة وناظور. وقال القاضي في حكمه إنه يوجد دليل على أن المشتبه بهم كانوا يخططون للمغادرة "الوشيكة" للالتحاق بمقاتلي الدولة الاسلامية.