الجمعة السوداء أو" البلاك فرايدي"، كما يسميه الأميركيون، هو اليوم الذي يلي عيد الشكر، وينتظره المواطنون لما له من أهمية في حياة المتسوقين والبائعين. حيث تزداد فيه القوة الشرائية وينتعش اقتصاد البلاد المعتمد على زيادة مصاريف المستهلكين والإستثمارات التجارية والإنفاق الحكومي. واشنطن: أعتاد الأميركيون من كل عام على الإستعداد ليوم خاص بالشراء والمسمى ب"الجمعة السوداء" الذي تزداد فيه القوة الشرائية بصورة مرتفعة عن باقي أيام السنة. وقد توقع اتحاد التجزئة الوطني لهذا العام ازدحامًا من قبل المتسوقين وارتفاع نسبة المبيعات عن العام الماضي بمعدل 3 % إلى 3.8%، وذلك نسبة إلى مجموعة البحوث وشركة إس يو بي، بحسب موقع جريدة فينانشال. هذا وقد أشار المسح، الذي أجري قبيل يوم الجمعة السوداء التي تلي عيد الشكر، إلى أن نسبة المتسوقين لعام 2010 قد تصل إلى 48.9 % مقارنة بالعام الماضي 2009 التي وصلت إلى 37.2%. وكان من المتوقع أن يصل عدد المتسوقين لهذا العام إلى ما يعادل 138 مليون متسوق ما بين الجمعة إلى الأحد، فيما وصلت العام الماضي 2009 إلى 134 مليون متسوق، وذلك وفقًا للمسح الذي أجراه اتحاد التجزئة الوطني. ونسبة للمعلومات التي وردت في هذا المسح، يرى أن نسبة التسوق لهذا العام تعد الأعلى منذ ثلاث سنوات، حيث بدأت الأزمة المالية العالمية وأدت إلى ركود اقتصادي حاد في البلاد. وقد وصلت نسبة المبيعات لعام 2007 إلى 46.8%. وعلى الرغم من الزحام الشديد أمام المحال والمخازن التجارية الكبرى في الصباح الباكر، إلا أن نسبة المبيعات تعدّ حتى الآن مخيبة للآمال نوعًا ما، فقد جاءت أقل من المتوقع، على الرغم من زيادتها عن العام الماضي. فقد وصلت النسبة إلى 0.3%، أي ما يعادل 10.69 بليون دولار لهذا العام، مقارنة ب 10.66 بليون دولار للعام الماضي. وقد علل تجار التجزئة ارتفاع نسبة المبيعات بصورة ضئيلة لهذا العام إلى الخصومات الكثيرة والكبيرة التي قدمتها الشركات والمحال للمستهلكين في أيام سابقة من شهر نوفمبر/تشرين الثاني، كما إن ارتفاع نسبة التسوق عبر الإنترنت، الذي يحصل من خلاله المتسوق على نسبة خصومات جيدة، ساهمت كثيرة في انخفاض أعداد المتسوقين. ولا يستثنى الوضع الإقتصادي للبلاد وارتفاع معدلات البطالة من الأسباب المؤدية لإنخفاض تلك النسبة. ولم يمنع تزاحم المتسوقين في المحال التجارية والمخازن انتظارهم البحث عن أفضل عروض مقدمة، حيث كان الكثير منهم يقصد أكثر من محل للحصول على أفضل العروض بأقل تكلفة. مما يدل على ازدياد درجة الوعي للمستهلك الأميركي خلال السنوات الثلاث الماضية، أي منذ بدأت الأزمة الإقتصادية في البلاد، وقدرته على التعامل مع الوضع الإقتصادي بحذر، والإنفاق بتعقل وحكمة، والبحث عن أفضل العروض للإقلال من الصرف. وهو ما يعطي انطباعًا بتخوف المستهلك من مستقبل البلاد الإقتصادي. فيرنندا ريفييرا، وهي زبون جاءت إلى محال جيسي بيني لكي تعيد بعض المشتريات، تقول "أعيدها لأنني أستطعت الحصول على البضاعة نفسها من محل آخر وبسعر أقل ب 20 دولارًا. وعندما أعيدها أكون بذلك قد وفّرت تلك النقود". أما لاري هيفمن مدير مبيعات في محال ومخازن جيسي بيني الشهيرة في ولاية أوكلاهوما فيوضح أن" متاجرنا تعجّ بالزبائن منذ الساعة الرابعة صباحًا. حيث قمنا بتخفيضات وعروض هائلة. ونعتبر أن نسبة المبيعات لهذا العام أفضل من العام الماضي". ويعد هذا العام لتجار الإنترنت الأفضل حتى الآن. فقد ارتفعت نسبة المبيعات لهذا العام بوساطة الشبكة العنكبوتية إلى 16% مقارنة بالعام الماضي، الذي وصلت فيه نسبة المبيعات إلى 12 %. وقد كان شراء الحلي للسيدات عبر الأنترنت هو الأعلى، حيث وصلت النسبة إلى 17.6% لهذا العام. كما شهدت البضائع الإلكترونية والبضائع الكهربائية نسبة جيدة من الشراء هذا العام. ولا تستثى محال ألعاب الأطفال التي شهدت إقبالاً كبيرًا من قبل المتسوقين، نسبة إلى التخفيضات الهائلة على لعب الأطفال. من جهتها، تشير جيري هورن موظفة في قسم الحلي والمجوهرات والساعات للسيدات في محال وخازن جيسي بيني في ولاية أوكلاهوما إلى أن "هناك ازدحامًا شديدًا على الطلب من خلال الكتالوغ أو الإنترنت، حيث إن هناك تخفيضات جيدة اليوم. وقد تلقينا طلبات من الزبائن من خلال الهاتف". كذلك يؤكد ويست كود موظف مبيعات في محال بست باي الأميركية للمواد الكهربائية والإلكترونية أن "لدينا ازدحامًا شديدًا منذ الصباح حتى الآن"، مشددًا على أن "نسبة الشراء مرتفعة، ولدينا تخفيضات جيدة على التلفزيونات والكومبيوترات، ابتداء من الجمعة حتى مساء الأحد". تأتي هذه النتائج في ظل توقعات بنمو الإقتصاد الأميركي لما تبقى من هذا العام بوتيرة ليست مرتفعة. وكان الإقتصاد عينه قد حقق أرباحًا أدت إلى نمو في الربع الثالث من هذا العام بنسبة 2.5 % مقارنة بالعام الماضي. وفي بيان أصدرته وزارة التجارة الأميركية الثلاثاء الماضي أوردت فيه على أن إقتصاد البلاد حقق مستوى نمو أكثر مما كان متوقعاً، عزت ذلك إلى زيادة مصاريف المستهلكين وزيادة الإستثمارات التجارية والإنفاق الحكومي. كما أظهر تقرير صادر من وزارة العمل الأميركية أن طلبات إعانة البطالة الجديدة في الولاياتالمتحدة انخفضت أكثر من المتوقع في الأسبوع الماضي، مما يدل على استمرار التحسن في سوق العمل.