أكدت الوزيرة المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون امبركة بوعيدة ، مساء أمس الإثنين بالصخيرات، التزام المغرب بمرافقة ليبيا خلال كل مراحل الإنتقال السياسي من أجل بناء مؤسسات ديمقراطية ، وتمكينها من كل الخبرة الضرورية لتحقيق إقلاع اقتصادي واجتماعي حقيقي . وقالت بوعيدة ، التي كانت تتحدث في افتتاح الجولة الخامسة من المفاوضات السياسية بين الأطراف الليبية التي حضرها على الخصوص الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا برناردينو ليون وممثلو الأطراف الليبية المتنازعة ورئيس مجلس النواب راشيد الطالبي العلمي ، إن موقف " الحياد الإيجابي" الذي تبناه المغرب والهادف إلى حماية المصالح العليا للشعب الليبي الشقيق ، لم يتغير منذ الإطاحة بنظام معمر القذافي .
وحذرت بوعيدة من أن الوضع الحالي في ليبيا لا يخدم بتاتا مصلحة الشعب الليبي بل مصلحة الإرهاب وشبكات الجريمة المنظمة ، مسجلة أن المغرب الذي يشيد بالجهود الحميدة للمسؤول الأممي لا يتوانى في دعم جهود المجتمع الدولي بهدف التوصل إلى حل سياسي متوافق بشأنه للنزاع الليبي .
وأضافت الوزيرة أن عقد هذه المفاوضات بالمغرب دليل على الثقة التي تحظى بها المملكة لدى الفرقاء الليبيين ، مشيرة إلى أن المغرب دافع منذ اندلاع الأزمة عن حل سياسي ومتوافق بشأنه .
واعتبرت أن النتائج الملموسة التي توصلت إليها الأطراف تحت إشراف بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا والسيد ليون تمثل مبعث أمل بالنسبة للبلد وتشجع على انفتاح الأطراف على بعضها البعض وتعميق النقاش حول مشروع التسوية الشاملة الذي قدمه المسؤول الأممي .
وأشارت إلى أن " موقف المغرب نابع من حرص صاحب الجلالة الملك محمد السادس على أن تفضي هذه المفاوضات إلى حل سياسي متوافق بشأنه " ، ملاحظة أن مثل هذه النتيجة لا يمكن الوصول إليها إلا إذا اعترف الليبيون بحق الآخر في تقاسم الخيرات كما المسؤوليات عبر حوار جدي يمكن من إيجاد مخرج لكل الخلافات .
وقد استؤنفت المفاوضات السياسية الليبية الهادفة إلى إيجاد تسوية سياسية للأزمة التي يعرفها هذا البلد ، مساء أمس بالصخيرات (قرب الرباط) تحت إشراف بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا .
وخلال هذا اللقاء ، سلم السيد ليون للمفاوضين نسخة من الصيغة الأخيرة لمشروع الاتفاق السياسي المقترح من قبل الأممالمتحدة لوضع حد للنزاع في ليبيا.
وكانت الأطراف قدمت ملاحظاتها حول الصيغة السابقة للوثيقة خلال الجولة الأخيرة للمحادثات التي انعقدت في منتصف أبريل الماضي بالصخيرات.
وشارك في هذه المحادثات ممثلون عن البرلمانين المتنازعين ، المؤتمر الوطني العام (برلمان طرابلس)، والبرلمان المعترف به من قبل المجتمع الدولي (برلمان طبرق) ، وكذا مفاوضون مستقلون وممثلو المجتمع المدني ، بحضور سفراء أجانب كملاحظين .
وتضمن جدول أعمال هذا الحوار، الذي جرت آخر جولة منه أواسط شهر أبريل الماضي بالصخيرات، عدة قضايا تتعلق ، على الخصوص، بالتسويات الأمنية وكيفية تشكيل حكومة وحدة وطنية.
ومن المقرر أن يتوجه المفاوضون بعد ظهر اليوم الثلاثاء إلى برلين لعقد اجتماع مع وزراء الشؤون الخارجية للبلدان دائمة العضوية بمجلس الأمن الدولي ، قبل العودة يوم الخميس إلى الصخيرات لمواصلة المحادثات.
وكانت مدينة الصخيرات احتضنت أربع جولات للمفاوضات السياسية بين الأطراف الليبية المتنازعة بغية إيجاد مخرج سياسي للصراع.
ومن بين أبرز النقط المدرجة في جدول أعمال هذه المشاورات هناك ، على الخصوص، وقف إطلاق النار وإرساء الأمن، ونزع سلاح المجموعات المسلحة، وتشكيل حكومة وحدة وطنية تمكن من حماية سيادة ليبيا ووحدتها الترابية