في الوقت الذي يُخرج فيه عبد الإله بنكيران، رئيس الحكومة، والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، وزرائه من باب النصر والشرف، يطرد وزير حركي من التشكيلة الحكومية، طردة مذلة ومهينة له ولحزب الحركة الشعبية. بالأمس القريب دافع رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران، بقوة عن الكروج، الوزير المنتدب لدى وزير التربية الوطنية والتكوين المهني سابقا، في قضية "الشوكولاطة"، وبرأه من تهمة إستعمال المال العام لأغراض شخصية، واليوم يطلب إعفاءه من منصبه الحكومي، في حين يطلب من وزراء حزبه تقديم إستقالتهم تفاديا للحرج أمام عموم المغاربة وأمام مناضلي حزبه و إخراجهم من بوابة مشرفة.
فكيف تغير موقف رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران من الكروج؟ هل هو ضغط من طرف قيادة الحركة الشعبية؟، هل هي إختلالات في تدبير التكوين المهني تُورٌط عبد العظيم الكروج في فضائح مدوية؟، هل هو إعتراف بالخطأ في الدفاع عن الكروج السنة الماضية؟.
ويرى قياديون بحزب الحركة الشعبية أن الأمين العام للحزب، امحند العنصر، أصبح غير قادر على الدفاع على وزراء حزبه ومناضليه، مطالبين إياه بالرحيل، خصوصا في ظل سياسة الإذلال التي أضحى رئيس الحكومة يمارسها إتجاه وزراء وقيادي حزب "السنبلة"، معتبرين ذلك حكرة ونفاق وكيل بمكيالين، وأن إعفاء الكروج بهذه الطريقة المهينة هو في الحقيقة إهانة لحزب الحركة الشعبية ولقيادتها وتاريخها.
القيادة الحركية كان عليها أن تبحث عن مخرج مشرف لوزيرها كما فعل بنكيران مع "الكوبل الحكومي"، من خلال فرض العنصر على رئيس الحكومة إدراج إعفاء الوزير الكروج في التعديل الحكومي وليس بعده، معتبرين أن بنكيران هو الرابح لأنه هو من طلب جلالة الملك إعفاء الكروج.