يبدو أن رئيس الحكومة المغربية قد نال منه عامل السن ما نال ، لدرجة انه لم يعد يستحضر مواقف السابقة قبل الاقدام على أي قرار ، فبالأحرى قرار حاسم يقضي بتعديل حكومي ، له ما له من تبعات سياسية . فبعدما أفتى السيد بنكيران على الكوبل الحكومي فتواه الشهيرة ب " تقديم الاستقالة " مراعاة لمشاعرهما ، حتى يخرجا من الحكومة خروج الأبطال ، كما قيس و ليلى و عنترة و عبلة ... و غيرهم من مشاهير قصص الحب و الغرام ، لم يتوانى رئيس الحكومة عن طرد عبد العظيم الكروج شر طردة ، بعدما طالب الملك باعفاءه من مهامه دون ان يقدم الأسباب التي قادته للحسم في قرار من هذا القبيل ، لكن أولى الإشارات الواردة من مصادرنا الخاصة قالت بأن بنكيران كان يتحين الفرصة المناسبة للتعجيل بهذا القرار ، خاصة بعدما وجد نفسه مجبرا على الدفاع عن وزير بحكومته تبث تورطه في فضيحة " الشوكولاطة " ، ما يعني أن بنكيران إما كذب على الشعب حينما دافع الكروج في لحظة من اللحظات و هو واع كل الوعي بأن الكروج " دارها بيديه " ؟ و إما ان الرجل يعاني من سكيزوفرينيا تجعل غير ضابط لما يقوله أو يقدم عليه ، فشتانا شتانا بين مواقف الأمس و اليوم ، و كأن بنكيران يسير ب " الريمونت كونترول " عن بعد ، و انه ليس مسؤولا عن مواقف ، و إلا فكيف سنفسر هذا التباين الواضح في مواقفه السابقة و الآنية ...؟ في هذا السياق فقد اعتبر قياديون بحزب الحركة الشعبية، أن الأمين العام للحزب، امحند العنصر، أصبح غير قادر على الدفاع عن وزراء حزبه و مناضليه، مطالبين إياه بالرحيل، خصوصا في ظل سياسة الاستخفاف التي أضحى رئيس الحكومة يمارسها اتجاه وزراء وقيادي حزب " السنبلة "، معتبرين ذلك " حكرة " ونفاق وكيل بمكيالين، وأن إعفاء الكروج بهذه الطريقة المهينة هو في المحصلة إهانة لحزب الحركة الشعبية. وإعتبروا أنه كان حريا بالقيادة الحركية أن تبحث عن مخرج مشرف لوزيرها كما فعل بنكيران مع "الكوبل الحكومي"، من خلال فرض العنصر على رئيس الحكومة إدراج إعفاء الوزير الكروج في التعديل الحكومي وليس بعده، معتبيرن أن بنكيران هو الرابح لأنه هو من طلب الملك إعفاء الكروج.