يمثل رئيس الحكومة، عبد الإله ابن كيران، صاحب الجلالة الملك محمد السادس في أشغال القمة العربية التي ستنعقد يومي 28 و 29 مارس الجاري بشرم الشيخ في جمهورية مصر العربية. وذكر بلاغ لرئاسة الحكومة، أن عبد الإله ابن كيران سيتوجه اليوم الجمعة إلى جمهورية مصر العربية، حيث سيمثل صاحب الجلالة الملك محمد السادس في أشغال القمة العربية التي تعقد في مدينة شرم الشيخ يومي 28 و 29 مارس الجاري.
ومن المنتظر أن تناقش القمة عددا من المواضيع الهامة، في مقدمتها تحديات الأمن القومي العربي، وتطورات القضية الفلسطينية وتطورات الوضع في كل من اليمن وسوريا وليبيا بالإضافة إلى مجموعة من مشاريع القرارات المرفوعة للقمة من المجلس الاقتصادي والاجتماعي.
ويتزامن انعقاد الدورة الحالية من القمة مع مرور 70 عاما على تأسيس جامعة الدول العربية وبدء العمل العربي المشترك.
إلى ذلك أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون صلاح الدين مزوار، أن القمة العربية التي ستعقد بمنتجع شرم الشيخ المصري غدا السبت وبعد غد الأحد تنتظرها ملفات أساسية، معتبرا أن الدول العربية "أمام المحك اليوم ويجب أن تكون في مستوى انتظارات شعوبها والتحديات المطروحة عليها".
وقال مزوار، الذي شارك أمس الخميس في اجتماع وزراء الخارجية التحضيري للقمة العربية في دورتها ال 26، حسب ما اوردته وكالة المغرب العربي للأنباء، إن الوضع العربي يحتاج إلى مواقف عربية واضحة وثابتة والتزامات تجاه مكافحة الإرهاب والحفاظ على الأمن والسلم والاستقرار في المنطقة العربية.
وقال مزوار إن من بين القضايا المطروحة على القمة العربية، والتي ناقشها وزراء الخارجية أمس، قضية اليمن وتطوراتها، موضحا في هذا الصدد أن "المغرب عبر عن موقفه التضامني أولا من أجل دعم الشرعية وثانيا من أجل دعم المملكة العربية السعودية الشقيقة في الدفاع عن أمنها وسلامتها، وكذلك الدفاع عن الحرم الشريف".
وأكد أن دعم الوحدة الوطنية والحفاظ على الحدود وعلى استقرار الدول هي مبادئ أساسية تعمل الدبلوماسية المغربية على أساسها بشكل مستمر ودائم في إطار التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وأضاف أن هناك قضايا أخرى مطروحة على القمة العربية، ومنها القضية الفلسطينية، التي هي القضية الأولى بالنسبة للعالم العربي، والقضية العراقية والأزمة في سورية.
وقال بخصوص القضية الفلسطينية، "لقد عبرنا بشكل واضح وصريح عن أنه يجب ألا تنسينا القضايا العربية الشائكة قضية فلسطين وقضية القدس الشريف، وأكدنا بشكل ثابت وقوي على أن القضية الفلسطينية تبقى بالطبع القضية الأولى للدول العربية، وعلى ضرورة الاستمرار في دعم السلطة الفلسطينية، ودعم الوحدة الفلسطينية في مواجهة محاولات الاستيطان ومحاول تهويد القدس".
وبخصوص الأوضاع في العراق، سجل وزير الشؤون الخارجية والتعاون أن المغرب كان دائما إلى جانب الحكومة العراقية في مواجهة خطر الإرهاب وخطر التقسيم، ومواجهة ثقافة الطائفية "التي من شأنها أن تؤدي إلى ضرب عمق وجوهر هذا البلد الشقيق".
وأكد أن المغرب سيظل دائما إلى جانب الشعب العراقي والحكومة العراقية للحفاظ على أمن واستقرار العراق وعلى وحدته الترابية.
وعن الأزمة في سورية، قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون إن موقف المغرب واضح، ويتمثل في ضرورة عودة الاستقرار إلى هذا البلد، وضرورة أن يتواصل الدعم الإنساني للشعب السوري، والعمل من أجل أن تخرج سورية من هذا الوضع المأساوي بدعم من الدول العربية.
ومن جهة أخرى، شدد مزوار، بخصوص المبادرات المطروحة على القمة العربية لمواجهة تحديات الأمن القومي العربي، على أن هذه المبادرات "مرتبطة بتطور الوضع الأمني بشكل عام"، وقال إن "المغرب سيعمل دائما في اتجاه أن لا تكون هناك قرارات لا تؤدي إلى نتيجة"، مؤكدا أن "ما هو أساسي هو أنه عندما تؤخذ قرارات على مستوى القمة يجب أن يتبعها تنزيل وتفعيل".
وكان صلاح الدين مزوار قد أكد خلال اجتماع تشاوري عقده وزراء الخارجية العرب أمس قبيل انطلاق أشغال اجتماعهم التحضيري للقمة العربية في دورتها ال26 ، على مواقف المغرب بخصوص كافة هذه القضايا.
وأكد بخصوص الأزمة في ليبيا أن الوضع في هذا البلد يفرض موقفا عربيا موحدا لدعم نجاح المفاوضات الجارية بالمغرب بين الفرقاء الليبيين من أجل إنهاء الاقتتال وصد الإرهاب بليبيا، في أفق التوصل إلى حل سياسي متوافق حوله بين كافة الأطراف.