حظيت الكلمة التي القاها زعيم الحقوق المدنية بالولاياتالمتحدة، القس جيسي جاكسون، امس الجمعة بمدينة الداخلة، بمتابعة وطنية ودولية من طرف المهتمين ووسائل الاعلام، وذلك اعتبارا لقوة مضامين ما جاء فيها وكذا لمكانة القس الامريكي وتأثيره سواء داخل الولاياتالمتحدةالامريكية او في باقي دول المعمور.. وقد اعتبر القس جيسي جاكسون، أن مدينة الداخلة، كما هو شأن منتدى كرانس مونتانا الذي تجري فعاليته بالمدينة ذاتها، ينشران قيم المعركة التي خاضها طوال حياته، أي قيم التسامح والتفاهم المتبادل بين الثقافات والأعراق والأديان، وكذا من أجل ولوج منصف للفقراء إلى الفرص وإلى التنمية والتقدم لصالح شعوب إفريقيا.
وفي إطار الاهتمام الكبير بخطاب رفيق درب المناضل مارتن لوثر كينغ، نقلت الصحيفة الأمريكية المؤثرة "هافينغتون بوست"، في مقال تحليلي بعنوان "جيسي جاكسون بجنوب المغرب" تصريحات القس جيسي جاكسون، التي أكد فيها أنه "على غرار مدينة القدس الشريف، كانت المملكة المغربية على الدوام أرضا مضيافة بالنسبة للديانات التوحيدية الثلاث".
وأضافت الصحيفة الأمريكية، في ذات المقال لكاتبه أحمد الشرعي، المحرر والعضو بمجلس إدارة العديد من مراكز التفكير الأمريكية، أن جيسي جاكسون "أشاد بالريادة الإقليمية للمغرب في مجال التنمية الاقتصادية، وتعزيز حقوق الإنسان، كما يدل على ذلك صون حقوق المهاجرين الأفارقة، والشفافية، ومكافحة الفساد".
في هذا الصدد، ذكرت "هافينغتون بوست" برسالة صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين في منتدى كرانس مونتانا، حيث أكد جلالته أن إفريقيا "تواجه وضعا أمنيا هشا ومتفاقما"، وأن "العديد من المناطق الإفريقية، أضحت تعيش اليوم، تحت تهديد أخطار جديدة وعابرة للحدود، مثل الارهاب والجريمة المنظمة، والاتجار في المخدرات، وتهريب البشر، والتطرف الديني. وكل هذه التحديات الكبرى، تتطلب منا ردا جماعيا، وتدعونا للتفكير سويا، والتشاور بشأن الإشكالية الأمنية".
وأضافت الصحيفة أن جلالة الملك لاحظ أنه "سيبلغ عدد سكان القارة ملياري نسمة بحلول سنة 2050، الشيء الذي سيمكنها من توظيف هذا الرصيد الديموغرافي الهائل، خاصة الشباب، لتعزيز موقعها على الخريطة الاقتصادية للعالم"، لافتا إلى أن "القارة تتوفر على أكبر رصيد من الثروات الطبيعية، التي يتعين استثمارها لخدمة التنمية البشرية المستدامة لساكنتها".
وقال جلالة الملك إن "المملكة المغربية، التي جعلت من التعاون جنوب - جنوب ركيزة من ركائز سياستها الخارجية، تعمل كذلك على تطوير شراكات مثمرة، عبر انفتاحها بالقدر المطلوب، مع شركائها بكل من أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا. وذلكم بالضبط، هو نموذج الشراكة متعددة الأبعاد، القائمة على تعبئة العديد من الأطراف، الذي يتوجب علينا المثابرة من أجل النهوض به، لتحقيق المزيد من الرخاء والنماء في إفريقيا".
في هذا السياق، لاحظت "هافينغتون بوست" أن المملكة، بفضل قوة امتدادها بالقارة والإرادة الحسنة والتزام الاقتصادات الدولية الأكثر تأثيرا، بإمكانها تقديم الدعم والخبرة ومزيد من الاستثمارات لإفريقيا، على أساس الاحترام المتبادل مع الأخذ بعين الاعتبار مصالح كل الأطراف.
وخلصت الصحيفة الأمريكية إلى أن "القس جيسي جاكسون بفضل شهرته العالمية يضطلع بدور خاص في دينامية تشجيع الأمريكيين أكثر على استكشاف الفرص الاستثنائية التي تتيحها إفريقيا، مع مساعدة القارة على تلبية احتياجاتها الأشد إلحاحا".