نقلت الصحيفة الأمريكية المؤثرة (هافينغتون بوست)، في مقال تحليلي بعنوان "جيسي جاكسون بجنوب المغرب" لكاتبه أحمد الشرعي، المحرر والعضو بمجلس إدارة العديد من مراكز التفكير الأمريكية، تصريحات القس جيسي جاكسون، التي أكد فيها أنه "على غرار مدينة القدس الشريف، كانت المملكة المغربية على الدوام أرضا مضيافة بالنسبة للديانات التوحيدية الثلاث". وأضافت الصحيفة الأمريكية أن جيسي جاكسون "أشاد بالريادة الإقليمية للمغرب في مجال التنمية الاقتصادية، وتعزيز حقوق الإنسان، كما يدل على ذلك صون حقوق المهاجرين الأفارقة، والشفافية، ومكافحة الفساد". في هذا الصدد، ذكرت (هافينغتون بوست) برسالة صاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى المشاركين في منتدى كرانس مونتانا، حيث أكد جلالته أن إفريقيا "تواجه وضعا أمنيا هشا ومتفاقما"، وأن "العديد من المناطق الإفريقية، أضحت تعيش اليوم، تحت تهديد أخطار جديدة وعابرة للحدود، مثل الارهاب والجريمة المنظمة، والاتجارö في المخدرات، وتهريب البشر، والتطرف الديني. وكل هذه التحديات الكبرى، تتطلب منا ردا جماعيا، وتدعونا للتفكير سويا، والتشاور بشأن الإشكالية الأمنية". وأضافت الصحيفة أن جلالة الملك لاحظ أنه "سيبلغ عدد سكان القارة ملياري نسمة بحلول سنة 2050، الشيء الذي سيمكنها من توظيف هذا الرصيد الديموغرافي الهائل، خاصة الشباب، لتعزيز موقعها على الخريطة الاقتصادية للعالم"، لافتا إلى أن "القارة تتوفر على أكبر رصيد من الثروات الطبيعية، التي يتعين استثمارها لخدمة التنمية البشرية المستدامة لساكنتها". وقال جلالة الملك إن "المملكة المغربية، التي جعلت من التعاون جنوب - جنوب ركيزة من ركائز سياستها الخارجية، تعمل كذلك على تطوير شراكات مثمرة، عبر انفتاحها بالقدر المطلوب، مع شركائها بكل من أوروبا وأمريكا الشمالية وآسيا. وذلكم بالضبط، هو نموذج الشراكة متعددة الأبعاد، القائمة على تعبئة العديد من الأطراف، الذي يتوجب علينا المثابرة من أجل النهوض به، لتحقيق المزيد من الرخاء والنماء في إفريقيا". في هذا السياق، لاحظت (هافينغتون بوست) أن المملكة، بفضل قوة امتدادها بالقارة والإرادة الحسنة والتزام الاقتصادات الدولية الأكثر تأثيرا، بإمكانها تقديم الدعم والخبرة ومزيد من الاستثمارات لإفريقيا، على أساس الاحترام المتبادل مع الأخذ بعين الاعتبار مصالح كل الأطراف. وخلصت الصحيفة الأمريكية إلى أن "القس جيسي جاكسون بفضل شهرته العالمية يضطلع بدور خاص في دينامية تشجيع الأمريكيين أكثر على استكشاف الفرص الاستثنائية التي تتيحها إفريقيا، مع مساعدة القارة على تلبية احتياجاتها الأشد إلحاحا".